الغط وغيره، ولو قال له في الأول. قل: {اقرأ باسم ربك} إلى آخره لبادر إلى ذلك، ولم يقع منه ما وقع.
(ما أنا بقارئ) معناه: لا أحسن القراءة، فما نافية، والباء زائدة لتأكيد النفي، هذا هو الصواب. وقال بعضهم: يصح أن تكون استفهامية. استئناسا برواية "ما أقرأ"؟ ورواية "ماذا أقرأ"؟ ويضعفه دخول الباء. وإن حكي عن الأخفش جوازه فهو شاذ.
(غطني حتى بلغ مني الجهد) غطني بفتح الغين وتشديد الطاء، ضمني وعصرني. والغط في الأصل حبس النفس "والجهد" روي بفتح الجيم ونصب الدال، أي بلغ الغط مني غاية وسعي. وروي بضم الجيم والرفع أي بلغ مني الجهد مبلغه.
(ثم أرسلني) أي أطلقني.
(فرجع بها) الباء للمصاحبة. أي مصاحبا للآيات الخمس المذكورة.
(ترجف بوادره) البوادر جمع بادرة، وهي اللحمة التي بين المنكب والعنق، وجرت العادة بأنها تضطرب عند الفزع. وجمع فقال: "بوادره" وللإنسان بادرتان على رأي من يرى الجمع فوق الواحد. وفي الرواية الثانية "ويرجف فؤاده" فإسناد الرجفان إلى الفؤاد لأنه محله وإلى البوادر لأنها مظهره. وعلمت خديجة برجفان فؤاده عن طريق القرائن وصورة الحال.
(زملوني. زملوني) مرتين. وهو كذلك في أكثر الروايات. ووقع في بعضها عند البخاري مرة واحدة، والتزميل: التلفيف. وقال ذلك لشدة ما لحقه من هول الأمر. وجرت العادة بسكون الرعدة بالتلفيف.
(فزملوه حتى ذهب عنه الروع) بفتح الراء، وهو الفزع.
(أي خديجة. ما لي؟ ) "أي" حرف نداء. و"ما" اسم استفهام مبتدأ وخبره "لي" يعنى أي شيء حصل لي؟ .
(كلا) قال النووي وغيره "كلا" كلمة نفي وإبعاد، وقال القزاز: هي هنا بمعنى الرد لما خشي على نفسه. أي لا خشية عليك.
(أبشر) لم تبين الروايات هنا المبشر به، اللهم إلا إذا اعتبرنا نفي الخزي خيرا يبشر به، لكن ورد في دلائل البيهقي "أبشر، إن هذا والله خير" وفي رواية "أبشر فإنك رسول الله حقا".
(لا يخزيك الله أبدا) وفي رواية "لا يحزنك" وأحزنه لغة تميم، وحزنه لغة قريش، والخزي: الوقوع في بلية وشهرة بذلة.
(وتحمل الكل) بفتح الكاف أصله الثقل، ومنه قوله تعالى: {وهو كل على