مولاه} [النحل: ٧٦] ويدخل في حمل الكل الإنفاق على الضعيف واليتيم والعيال وغير ذلك، وهو من الكلال، وهو الإعياء.
فالكل هو: من لا يستقل بأمره.
(وتكسب المعدوم) روي بضم التاء، ومعناه تكسب غيرك المال المعدوم، أي تعطيه إياه تبرعا، أو تعطي الناس ما لا يجدونه عند غيرك من نفائس الفوائد ومكارم الخلاق. فحذف أحد المفعولين. وروي بفتح التاء. قال النووي: وهذا هو الصحيح المشهور. يقال: كسبت الرجل مالا. وأكسبته مالا. لغتان. أفصحها باتفاق أهل اللغة كسبته بحذف الألف، والمعنى على الفتح يمكن أن يكون كالمعنى على الضم، وقيل: معناه تكسب المال المعدوم، وتصيب منه ما يعجز غيرك عن تحصيله، ثم تجود به في وجوه الخير، وجعل بعضهم المعدوم عبارة عن الرجل المحتاج المعدم العاجز عن الكسب، وسماه معدوما لأنه كالمعدوم الميت، حيث لم يتصرف في المعيشة كما يتصرف غيره. وقيل: معناه وتسعى في طلب عاجز فتنعشه. والكسب هو الاستفادة.
(وتقري الضيف) بفتح التاء. قال أهل اللغة: يقال قريت الضيف أقريه قرى بكسر القاف، وقرى الضيف إكرامه.
(وتعين على نوائب الحق) النوائب جمع نائبة، وهي الحادثة، وجملة "وتعين على نوائب الحق" كلمة جامعة لأفراد ما تقدم، ولما لم يتقدم.
(فانطلقت به خديجة) أي مضت معه، فالباء للمصاحبة.
(وهو ابن عم خديجة - أخي أبيها)"أخي أبيها" بدل من "عم" وفائدة ذكرها رفع توهم أن العمومة مجازية.
(وكان امرأ تنصر في الجاهلية) أي صار نصرانيا قبل رسالة محمد صلى الله عليه وسلم قال الحافظ ابن حجر: وقد تطلق الجاهلية ويراد بها ما قبل دخول المحكي عنه في الإسلام، وله أمثله كثيرة. اهـ.
(وكان يكتب الكتاب العربي، ويكتب من الإنجيل بالعربية) هكذا في مسلم "الكتاب العربي" و"يكتب بالعربية" ووقع في صحيح البخاري "يكتب الكتاب العبراني. فيكتب من الإنجيل بالعبرانية" وكلاهما صحيح، وحاصلهما أنه تمكن من معرفة دين النصارى، بحيث إنه صار يتصرف في الإنجيل، فيكتب أي موضع شاء منه، بالعبرانية إن شاء وبالعربية إن شاء، لتمكنه من الكتابين واللسانين، وإنما وصفته بكتابة الإنجيل دون حفظه لأن حفظ التوراة والإنجيل لم يكن متيسرا كتيسير حفظ القرآن الذي خصت به هذه الأمة. ولهذا جاء في وصفها "أناجيلها صدورها".
(فقالت له خديجة: أي عم) وفي الرواية الثانية "أي ابن عم" قال النووي: هكذا هو في الأصول، وفي الأولى "عم" وفي الثانية "ابن عم" وكلاهما صحيح، أما الثاني فلأنه ابن عمها حقيقة،