للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كما ذكره أولا في الحديث، وأما الأول فسمته عما مجازا للاحترام، وهذه عادة العرب في آداب خطابهم، يخاطب الصغير الكبير بيا عم، احتراما له ورفعة لمرتبته، ولا يحصل هذا الغرض بقولها: يا بن عم، اهـ.

ولم يرتض الحافظ ابن حجر هذا التوجيه، لأن القصة لم تتعدد، ومخرجها متحد، فلا يحمل أنها قالت ذلك مرتين، مرة "أي عم" ومرة "أي ابن عم" فوجب اعتماد الحقيقة وهي "أي ابن عم" واعتبار رواية "أي عم" وهما من الراوي.

(اسمع من ابن أخيك) لأن والده عبد الله بن عبد المطلب، وورقة في عدد النسب إلى قصي ابن كلاب [الذي يجتمعان فيه] سواء، فكان من هذه الحيثية في درجة أخوته، أو قالته على سبيل التوقير لسنه.

(هذا الناموس الذي أنزل على موسى) "الناموس" في اللغة صاحب سر الخير، والجاسوس صاحب سر الشر، قال الحافظ ابن حجر: والصحيح الذي عليه الجمهور أن "الناموس" صاحب السر مطلقا. ويقال: نمست السر أنمسه بكسر الميم، أي كتمته، واتفقوا على أن جبريل عليه السلام يسمى الناموس، واتفقوا على أنه المراد هنا. قال الهروي: سمي بذلك لأن الله تعالى خصه بالغيب والوحي.

(يا ليتني فيها جذعا) الضمير في "فيها" يعود إلى أيام النبوة ومدتها. وقوله "جذعا" بفتح الجيم والذال، أي شابا قويا، وهو هنا استعارة، وأصل الجذع الصغير من البهائم، كأنه تمنى أن يكون عند ظهور الدعوة إلى الإسلام شابا، ليكون أمكن لنصره، وبهذا يتبين سر الوصف بكونه كان شيخا كبيرا قد عمي، والمشهور في الصحيحين وغيرهما "جذعا" بالنصب، وفي بعض الروايات "جذع" بالرفع، وإعرابها ظاهر، خبر "ليت" وأما النصب فقيل على أنه خبر "كان" المحذوفة، والتقدير: يا ليتني أكون فيها جذعا، وهذا يصح على مذهب الكوفيين، والصحيح الذي اختاره أهل التحقيق أنه منصوب على الحال، وخبر ليت الجار والمجرور، والتقدير: يا ليتني أستقر في أيام البعثة حالة كوني شابا قويا.

(أومخرجي هم؟ ) بفتح الواو وتشديد الياء، هكذا الرواية، ويجوز تخفيف الياء على وجه، والصحيح المشهور تشديد الياء، وهو جمع مخرج فالياء الأولى ياء الجمع، والثانية ضمير المتكلم، وفتحت للتخفيف لئلا يجتمع الكسرة والياءان بعد كسرتين. و"هم" مبتدأ مؤخر. و"مخرجي" خبر مقدم.

(لم يأت رجل قط بما جئت به إلا عودي) في بعض الروايات "بمثل ما جئت به".

(وإن يدركني يومك) أي وإن يدركني يوم بعثك ودعوتك حيا.

(أنصرك نصرا مؤزرا) أي قويا بالغا. مأخوذ من الأزر وهو القوة، وقيل: من الإزار، وأشار بذلك إلى تشميره في تصرفه.

<<  <  ج: ص:  >  >>