للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(فقام إبراهيم عليه السلام إلى الصلاة) وهكذا كان نبينا صلى الله عليه وسلم إذا ضربه أمر قام إلى الصلاة.

(فلما دخلت عليه لم يتمالك أن بسط يده إليها، فقبضت يده قبضة شديدة) في رواية "فقام إليها، فقامت توضأ وتصلي" وقبض يده يبسها وتجمدها، وفي رواية البخاري "فأخذ" وفي رواية "فغط حتى ركض برجله" يعني اختنق، حتى صار كأنه مصروع، قال الحافظ ابن حجر: ويمكن الجمع بأنه عوقب تارة بقبض يده، وتارة بالصرع.

(فقال لها: ادعي الله أن يطلق يدي، ولا أضرك، ففعلت) في رواية البخاري "فدعت الله فأطلق" وفي رواية "قالت في نفسها - اللهم إن يمت يقولوا: هي التي قتلته - فقالت: اللهم إن كنت تعلم أني آمنت بك وبرسولك، وأحصنت فرجي إلا على زوجي فلا تسلط علي هذا الكافر فأرسل".

(فعاد، فقبضت أشد من القبضة الأولى، فقال لها مثل ذلك، ففعلت، فعاد، فقبضت أشد من القبضتين الأوليين، فقال: ادعي الله أن يطلق يدي، فلك الله أن لا أضرك، ففعلت وأطلقت يده) لم يكتف اللعين بالعقاب الأول، فتمادى، فتكرر العقاب، فأيقن أن في الأمر سرا.

(ودعا الذي جاء بها) في رواية البخاري "فدعا بعض حجبته".

(فقال له: إنك إنما أتيتني بشيطان ولم تأتني بإنسان) في رواية البخاري "إنك لم تأتني بإنسان، إنما أتيتني بشيطان" وفي رواية "إنكم ما أرسلتم إلي إلا شيطانا، أرجعوها إلى إبراهيم" والمراد بالشيطان الجن المتمرد، وكانوا قبل الإسلام يعظمون أمر الجن جدا، ويرون كل ما وقع من الخوارق من فعلهم وتصرفهم.

(فأخرجها من أرضي، وأعطها هاجر) في بعض النسخ "وأعطها آجر" بالهمز بدل الهاء، وفي رواية البخاري "فأخدمها هاجر" أي وهبها لها لتخدمها، لأنه أعظمها أن تخدم نفسها. قال الحافظ ابن حجر: هاجر اسم سرياني. ويقال: إن أباها كان من ملوك القبط، وأنها من الحفن، بفتحا الحاء وسكون الفاء، قرية بمصر، قال اليعقوبي: كانت مدينة. اهـ. وهي الآن كفر من عمل ألصنا بالبر الشرقي من الصعيد، في مقابلة الأشمونين وفيها آثار عظيمة باقية.

(فأقبلت تمشي، فلما رآها إبراهيم عليه السلام انصرف) من الصلاة، وفي رواية البخاري "فأتته".

(فقال لها: مهيم؟ ) بفتح الميم وسكون الهاء وفتح الياء، أي ما شأنك؟ وما خبرك؟ ووقع في البخاري "مهيا" بالألف، وفي رواية "متهيا" وفي رواية "مهين" بنون بدل الميم.

(قالت: خيرا. كف الله يد الفاجر، وأخدم خادما) في رواية البخاري "رد الله كيد الكافر - أو الفاجر - في نحره" وفي رواية "أشعرت أن الله كبت الكافر، وأخدم وليدة"؟ أي جارية للخدمة؟ وفاعل "أخدم" يحتمل أن يكون الله، وأن يكون الكافر.

<<  <  ج: ص:  >  >>