٥٤٠١ - عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: لما توفي عبد الله ابن أبي ابن سلول جاء ابنه عبد الله ابن عبد الله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله أن يعطيه قميصه أن يكفن فيه أباه. فأعطاه ثم سأله أن يصلي عليه. فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي عليه. فقام عمر فأخذ بثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! أتصلي عليه وقد نهاك الله أن تصلي عليه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إنما خيرني الله فقال {استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة}[التوبة/ ٨٠] وسأزيد على سبعين" قال: إنه منافق فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنزل الله عز وجل {ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره}[التوبة: ٨٤].
٥٤٠٢ - وفي رواية عن عبيد الله بهذا الإسناد في معنى حديث أبي أسامة وزاد: قال: فترك الصلاة عليهم.
-[المعنى العام]-
عمر بن الخطاب أمير المؤمنين، مناقبه كثيرة وفضائله جمة فهو مؤسس دولة الإسلام كدولة ذات أجهزة إدارية وفنية.
وتعداد المناقب لا يستلزم الحصر ولا يستلزم أن المذكور أفضلها فقد تثيرك الفضيلة الكبرى اعتمادا على شهرتها ولقد كان له فضل حسم موضوع الخلافة لأبي بكر رضي الله عنهما يوم أن مد يده إليه في سقيفة بني ساعدة وقال له: امدد يدك نبايعك بالخلافة فتتابع الصحابة يبايعون، وكان من أزهد زهاد الدنيا في خلافته وأعدل الخلفاء والحكام على الإطلاق.
إن ذكر بعض فضائله في كتب الحديث كشاهد على غيرها وكمصباح ينير جوانب الحياة ومن يشهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحتاج شهيدا آخر فكيف إذا كانت الشهادة عن قرب وعن طول صحبة لقد كان عمر من السابقين إلى الإسلام كان إسلامه مكملا الأربعين من المسلمين ولم يكن إسلامه إسلام فرد بل كان إسلام أمة كان الإسلام يتمناه على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث كان يدعو ربه: اللهم أعز الإسلام بعمر وأعز الله به الإسلام حقا لقد كان المسلمون قبل إسلام عمر يعبدون الله خفية ويسلم المسلم منهم سرا عن صناديد قريش فلما أسلم قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله! أنحن على الحق أم على الباطل؟ قال: نحن على الحق. قال: فعلام نخفي ديننا ونحن على الحق وهم على الباطل؟ والذي بعثك بالحق. لا يبقى مجلس جلست فيه بالكفر إلا جلست فيه معلنا الإيمان وخرج بالصحابة المسلمين صفين من دار أخته إلى المسجد الحرام، والكفار ينظرون لا يجرءون على الاعتراض ومن هنا لقب الفاروق لأنه بإسلامه فرق بين الإسرار بالدعوة والإيمان وبين الجهر بهما.