(فذكرت الأنصار والمهاجرون عندهم) بضم الذال وكسر الكاف وفتح الراء بالبناء للمجهول، وفي بعض النسخ بفتح الذال والكاف وسكون الراء وضمير المتكلم "فذكرت الأنصار والمهاجرين عندهم" وفي رواية "فتفاخرنا" فقلت: المهاجرون خير من الأنصار.
(فقلت: المهاجرون خير من الأنصار) في بعض النسخ "المهاجرين خير من الأنصار" والصحيح الأول.
(فأخذ رجل أحد لحيي الرأس، فضربني به) أي فأخذ رجل من الأنصار - يدافع عن الأنصار - واللحاء بكسر اللام، ويقصر - من كل شيء قشره، ولحاء التمرة ما كسا النواة وليس ما هنا منه، بل تثنية لحي، بفتح اللام وسكون الحاء وتحريك الياء، وهو منبت اللحية من الإنسان وغيره، وهما لحيان، واللحيان بفتح اللام حائطا الفم، وهما العظمان اللذان فيهما الأسنان من داخل الفم، من كل جانب لحي، ويكون للإنسان والدابة وهو المراد هنا.
(فجرح بأنفي)"جرح" تتعدى بنفسها، فالمفعول محذوف، والباء بمعنى "في" أي جرحني في أنفي، في الرواية السابعة "فضرب به أنف سعد ففزه وكان أنف سعد مفزورا" أي فشقه قال الراوي: وكان أنف سعد مفزورا أي بقي أثر الضربة في أنف سعد بقية حياته.
(فأنزل الله تعالى في - يعني نفسه - شأن الخمر) ذكر العلماء هذا سببا لنزول الآية {إنما الخمر والميسر} وذكر بعضهم سببا أو أسبابا أخرى، وتعدد الأسباب لنازل واحد كثير.
(في نزلت {ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي}[الأنعام: ٥٢] قال: نزلت في ستة أنا وابن مسعود منهم، وكان المشركون قالوا له: تدني هؤلاء)؟ وفي الرواية التاسعة عن سعد رضي الله عنه قال "كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ستة نفر فقال المشركون للنبي صلى الله عليه وسلم: اطرد هؤلاء لا يجترئون علينا" أي لئلا يجترءوا علينا، ويطمعوا فينا، ويلغوا الفوارق بيننا وبينهم إن نحن أسلمنا، فكانوا معنا، أي اطردهم لنسلم "قال: وكنت أنا وابن مسعود ورجل من هذيل وبلال ورجلان لست أسميهما" وقد أخرج أحمد والطبراني وغيرهما عن ابن مسعود رضي الله عنه قال "مر الملأ من قريش على النبي صلى الله عليه وسلم، وعنده صهيب وعمار وبلال وخباب ونحوهم من ضعفاء المسلمين فقالوا: يا محمد رضيت بهؤلاء من قومك؟ أهؤلاء من الله عليهم من بيننا؟ أنحن نكون تبعا لهؤلاء؟ اطردهم عنك، فلعلك إن طردتهم أن نتبعك، فأنزل الله تعالى فيهم القرآن".
(فوقع في نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء الله أن يقع، فحدث نفسه، فأنزل الله عز وجل {ولا تطرد الذين يدعون ربهم}) وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ والبيهقي في الدلائل وغيرهم، عن خباب رضي الله عنه قال "جاء الأقرع بن حابس التميمي وعيينة بن حصن الفزاري، فوجدا النبي صلى الله عليه وسلم قاعدا مع بلال وصهيب وعمار وخباب في أناس ضعفاء من المؤمنين فلما رأوهم حوله حقروهم فأتوه فخلوا به فقالوا: نحب أن تجعل لنا منك مجلسا تعرف العرب له فضلنا فإن وفود العرب تأتيك، فنستحي أن ترانا قعودا مع هؤلاء الأعبد فإذا نحن جئناك فأقمهم عنا فإذا نحن فرغنا فاقعد معهم إن شئت.