وقال ابن الأعرابي: هذا ذم له أرادت: وإن اضطجع ورقد التف في ثيابه في ناحية ولم يضاجعها ليعلم ما عندها من محبته، قال: ولا بث هناك إلا محبتها الدنو من زوجها.
وقال آخرون: أرادت أنه لا يتفقد أموري ومصالحي.
وعند النسائي "إذا أكل اقتف" أي جمع واستوعب ومنه سميت القفة لجمعها ما وضع فيها وزاد "وإذا ربح اغتث" أي تحرى الغث الهزيل وفي رواية "استف" بالسين بدل الشين وهي بمعناها.
(قالت السابعة: زوجي غياياء أو عياياء طباقاء كل داء له داء شجك أو فلك أو جمع كلالك) قال النووي: هكذا وقع في هذه الرواية "غياياء" بالغين "أو عياياء" بالعين وفي أكثر الروايات بالغين وأنكرها أبو عبيدة وغيره وقالوا: الصواب بالعين وهو الذي لا يلقح وقيل: هو العنين الذي تعييه مباضعة النساء ويعجز عنها وقال القاضي وغيره: غياياء بالغين صحيح وهو مأخوذ من الغياية وهي الظلمة وكل ما أظل الشخص ومعناه لا يهتدي إلى مسلك أو أنها وصفته بثقل الروح وأنه كالظل المتكاثف المظلم الذي لا إشراق فيه أو أنها أرادت أنه غطيت عليه أموره أو يكون "غياياء" من الغي وهو الانهماك في الشر أو من الغي الذي هو الخيبة قال الله تعالى {فسوف يلقون غيا}[مريم: ٥٩] وأما "طباقاء" فمعناه المطبقة عليه أموره حمقا وقيل: هو الذي يعجز عن الكلام فتنطبق شفتاه وقيل: هو العيي الأحمق، وقال ابن فارس:"الطباقاء" الذي لا يحسن الضراب فعلى هذا يكون تأكيدا لاختلاف اللفظ كقولهم: بعدا وسحقا. وقولها "شجك" أي جرحك في الرأس فالشجاج جراحات الرأس وقيل: الجراحات فيه وفي الجسد والفل الكسر والضرب ومعناه أنها معه بين شج رأس وضرب وكسر عضو أو جمع بينهما زاد في رواية "أو بجك" بالباء والجيم، أي طعنك في جراحتك فشقها والبج شق القرحة ووقع في رواية الزبير "إن حدثته سبك وإن مازحته فلك وإلا جمع كلالك". وقيل: المراد بالفل هنا الخصومة، وقولها "كل داء له داء" أي جمع أدواء الناس وعيوبهم مجتمعة فيه. اهـ.
و"أو" في "غياياء" أو "عياياء" شك من الراوي و"أو" في شجك أو فلك، أو جمع كلالك للتقسيم، لا للتخيير.
(قالت الثامنة: زوجي الريح ريح زرنب والمس مس أرنب) في رواية البخاري "زوجي المس من أرنب والريح ريح زرنب" وزاد في رواية الزبير "وأنا أغلبه والناس يغلب".
والزرنب نبت طيب الريح وقيل: هو شجرة عظيمة بالشام بجبل لبنان لها ورق بين الخضرة والصفرة وقيل: هو حشيشة دقيقة طيبة الرائحة وليست ببلاد العرب وإن كانوا قد ذكروها في أشعارهم.
والأرنب دويبة معروفة لينة المس ناعمة الوبر جدا. واللام في "المس" و"الريح" نائبة عن الضمير أي مسه وريحه وصفته بأنه لين الجسد ناعمه، ويحتمل أن تكون كنت بذلك عن حسن خلقه ولين جانبه وبأنه طيب العرق لكثرة نظافته واستعماله الطيب تظرفا ويحتمل أن تكون كنت بذلك