للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عن طيب حديثه أو طيب الثناء عليه لجميل معاشرته وأما قولها في رواية "وأنا أغلبه والناس يغلب" فقد وصفته بأنه مع جميل عشرته لها وصبره عليها وصفته بالشجاعة وهو كما قال معاوية: يغلبن الكرام ويغلبهن اللئام.

(قالت التاسعة: زوجي رفيع العماد طويل النجاد وعظيم الرماد قريب البيت من الناد) قال النووي: هكذا هو في النسخ "النادي" بالياء وهو الفصيح في العربية لكن المشهور في الرواية حذفها ليتم السجع و"العماد" بكسر العين أصله عماد البيت وجمعه عمد بضم العين والميم وهي العيدان التي تعتمد بها البيوت العربية - في المضارب والخيام - والبيت الرفيع ببنائه أو بأرضه وقاعدته يسكنه عادة الأشراف ومن لازم طول البيت غالبا أن يكون متسعا فيدل على كثرة الخدم والحشم والحاشية والغاشية كما يراه الضيفان وأصحاب الحوائج فيقصدونه فكأنها وصفته بالرفقة والشرف، وقيل: أرادت برفيع العماد أنه طويل الجسم فارتفاع الخيمة قد يكون لطول قامة أهلها وليس هذا بشيء فسيأتي مدح طول القامة في "طويل النجاد" و"النجاد" بكسر النون حمائل السيف وطولها يسلتزم طول حاملها قال بعضهم: وأشارت ضمن ذلك إلى أنه صاحب سيف وأنه شجاع وأما قولها "عظيم الرماد" أي كثير الرماد المتخلف عن كثرة النار التي يوقدها لطهي طعام الضيفان أو النار التي يوقدها الأجواد ليلا على التلال ومشارف الأرض لتهتدي بها الضيفان وأرادت بذلك وصفه بالكرم والجود وقولها "قريب البيت من الناد" تكنى به عن الكرم والسؤدد والمكانة لأنه لا يقرب البيت من النادي إلا إذا كان صاحبه أهلا للقاء القاصدين وإكرامهم وحل مشاكلهم وإصلاح أمورهم فالنادي مجلس القوم فهم إذا تفاوضوا وتشاوروا في أمر جلسوا قريبا من بيته فاعتمدوا على رأيه وامتثلوا أمره.

زاد الزبير بن بكار في روايته "لا يشبع ليلة يضاف ولا ينام ليلة يخاف" أي يجوع ليشبع الضيفان ويسهر حارسا وحاميا من يخاف.

ومحصل كلامها وصفه بالسيادة والكرم وحسن الخلق وطيب المعاشرة.

(قالت العاشرة: زوجي مالك وما مالك؟ مالك خير من ذلك له إبل كثيرات المبارك قليلات المسارح إذا سمعن صوت المزهر أيقن أنهن هوالك) "وما مالك"؟ الاستفهام للتفخيم والتعظيم والتعجب كقوله تعالى {الحاقة * ما الحاقة} [الحاقة: ١ - ٢]؟ و {القارعة - ما القارعة} [القارعة: ١ - ٢]؟ أي شيء عظيم هائل أي ما أعظمه وما أكرمه وقولها "مالك خير من ذلك" زيادة في التعظيم وتفسير لبعض الإبهام والمعنى مالك خير مما أقوله عنه من ثناء أي هو خير مما سأقول عنه ومدحي قاصر عن حقيقته وواقعه ومهما قلت فلن أوفيه حقه فالإشارة إلى ما ستقوله من مدح وقيل: الإشارة إلى ما في ذهن المخاطب أي مالك خير مما يخطر ببالك من الثناء ويحتمل أن تكون الإشارة إلى ما تقدم من الثناء على الذين قبله أي مالك أجمع من الذين قبله لخصال السيادة والفضل و"المبارك" بفتح الميم والباء جمع مبرك وهو موضع راحة الإبل ومبيتها و"المسارح" جمع مسرح وهو الموضع الذي تطلق الإبل لترعى فيه والمعنى له إبل كثيرة والقليل منها الذي يخرج للمسارح والرعي، أما غالبها فيبقى في المبارك استعدادا للضيفان فإن

<<  <  ج: ص:  >  >>