فاجأه ضيف وجد عنده ما يقريه به من لحومها وألبانها ويحتمل أن قلة المسارح كناية عن كثرة الضيفان فاليوم الذي يكثر فيه الضيفان لا تسرح حتى يقضي الضيفان حاجتهم منها ويحتمل أن المراد من المبارك والمسارح أيام البروك وأيام السرح فاليوم الذي لا يطرقه فيه أحد أو يكون هو غائبا تسرح كلها فأيام الطروق أكثر من أيام عدمه فهي لذلك قليلات المسارح ويحتمل أن المراد بكثرة المبارك أنها كثيرات ما تثار لتحلب ثم تترك فتبرك ثم تثار فتحلب ثم تترك فتبرك فهي بذلك كثيرات المبارك وفي رواية "عظيمات المبارك" أي سمينة وجثتها عظيمة فتعظم مباركها وتتسع ويحتمل أن المراد بقلة مسارحها قلة الأمكنة التي ترعى فيها من الأرض وأنها لا تمكن من الرعي إلا بقرب المنازل لئلا يشق طلبها إذا احتيج إليها ويكون ما قرب
من المنزل كثير الخصب، لئلا تهزل.
و"المزهر" بكسر الميم وسكون الزاي وفتح الهاء آلة من آلات اللهو وقيل هو العود وقيل: هو دف مربع. وأنكر بعضهم تفسير المزهر بالعود وقال: ما كانت العرب تعرف العود إلا من خالط منهم الحضر قال: وإنما هو بضم الميم وكسر الهاء وهو الذي يوقد النار فيزهرها للأضياف قال القاضي: وهذا خطأ منه لأنه لم يروه أحد بضم الميم ولأن المزهر- بكسر الميم - مشهور في أشعار العرب ولأنه لا يسلم له أن هؤلاء النسوة من غير الحاضرة فقد جاء في رواية أنهن من قرية من قرى اليمن اهـ قال الحافظ ابن حجر: و"أيقن أنهن هوالك" معناه أنه كثرت عادته بنحر الإبل لقرى الضيفان ومن عادته أن يسقيهم ويلهيهم، أو يتلقاهم بالغناء مبالغة في الفرح بهم فصارت الإبل إذا سمعت صوت الغناء عرفت أنها تنحر ويحتمل أن أم زرع لم ترد فهم الإبل لهلاكها ولكن لما كان ذلك يعرفه من يعقل أضيف إلى الإبل قال: والأول أولى.
(قالت الحادية عشرة) قال النووي: وفي بعض النسخ "الحادي عشر" وفي بعضها "الحادية عشر"
والصحيح الأول، اهـ وفي رواية الزبير "وهي أم زرع بنت أكميل بن ساعدة"
(زوجي أبو زرع) في رواية النسائي "نكحت أبا زرع".
(فما أبو زرع؟ ) في رواية "وما أبو زرع" قال الحافظ ابن حجر: وهو المحفوظ للأكثر زاد الطبري في رواية "صاحب نعم وزرع".
(أناس من حلي أذني)"حلي" بضم الحاء وكسرها اللام جمع حلية والياء في "أذني" مشددة تثنية أذن و"أناس" أي أثقل حتى تدلى واضطرب والنوس حركة كل شيء متدل يقال: ناس ينوس نوسا وأناسه غيره إناسة ووقع في رواية "أذني وفرعي" بالياء المشددة فيهما قال القاضي عياض: يحتمل أن تريد بالفرعين اليدين لأنهما كالفرعين من الجسد تعني أنه حلى أذنيها ومعصميها أو أرادت بالفرعين العنق واليدين وأقامت اليدين مقام فرع واحد أو أرادت بالفرعين اليدين والرجلين كذلك أو أرادت