للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بالفرعين الغديرتين، وقرني الرأس - والغديرة الذؤابة المضفورة من شعر المرأة - فقد جرت عادة المترفات - بتنظيم غدائرهن وتحلية نواصيهن وقرونهن بالحلي وفي رواية "وفرعي" بالإفراد أي حلى رأسي فصار يتدلى من كثرته وثقله والعرب تسمي شعر الرأس فرعا.

(وملأ من شحم عضدي) بالتثنية والعضد ما بين المرفق والكتف قال العلماء: معناه أسمنني وملأ بدني شحما فهي لم ترد العضد وحده وإنما أرادت الجسد كله لأن العضد إذا سمنت سمن سائر الجسد وخصت العضد بالذكر من بين سائر الجسد لأنه أقرب ما يلي بصر الإنسان من جسده.

(وبجحني فبجحت إلي نفسي) أي فرحني ففرحت وقيل عظمني فعظمت إلي نفسي وقيل: فخرني ففخرت وقيل: وسع علي ومتعني وأترفني، يقال: بجح به يبجح بفتح الجيم فيهما وبجح به يبجح بالكسر في الماضي والفتح في المضارع وأبجحه وبجحه وروايتنا "بجحني" بتشديد الجيم ورواية البخاري بتخفيفها "فبجحت" بكسر الجيم المخففة وسكون التاء، وفي رواية "فتبجحت إلي نفسي" بتشديد الجيم المفتوحة وسكون التاء وفي رواية النسائي "وبجح نفسي فبجحت إلي" بسكون التاء وفي أخرى له بضم التاء.

(وجدني في أهل غنيمة بشق) "غنيمة" بضم الغين مصغر للتقليل وأهل الغنم أقل شأنا وحالا من أهل الإبل والخيل والعرب لا تعتد بأهل الغنم وقولها "بشق" بكسر الشين وفتحها أي بشق جبل لقلتهم وقلة غنمهم وقيل: اسم موضع وقيل: بمشقة وشظف من العيش واختاره عياض وغيره ومنه قوله تعالى {لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس} [النحل: ٧]

(فجعلني في أهل صهيل وأطيط ودائس ومنق) الصهيل صوت الخيل والأطيط أصوات الإبل، والدائس هو الذي يدوس الزرع ليخرج الحب من غلافه وقشوره و"منق" قال أبو عبيد: أظنه بالفتح من تنقى الطعام وحكى الهروي أن المنق بالفتح الغربال وعن بعض المغاربة أنه يجوز أن يكون بسكون النون وفتح القاف مخففة وقيل: هو من النقيق وهو أصوات المواشي.

تصفه بأنه نقلها من شظف العيش عند أهلها إلى الثروة الواسعة من الخيل والإبل والزرع وغير ذلك وأنه كان كريما معها حسن العشرة.

(فعنده أقول فلا أقبح) أي لا يقبح قولي ولا يرده بل يقبل مني ويستحسن قولي وفي رواية للنسائي "أنطق" وفي رواية "أتكلم".

(وأرقد فأتصبح) أرقد ليلي وأستمر نائمة دون إزعاج ودون إيقاظ حتى بعد الصباح وفي ذلك إشارة إلى أنها مكتفية بمن يخدمها وبمن يكفيها مؤنة بيتها ومهنة أهلها.

(وأشرب فأتقنح) قال النووي: هو بالنون بعد القاف هكذا هو في جميع النسخ قال القاضي: لم نروه في البخاري ومسلم إلا بالنون ورواه الأكثر في غيرهما بالميم قال أبو عبيد: "أتقمح" أي أروى حتى لا أحب الشرب قال: وأما بالنون فلا أعرفه اهـ وأثبت بعضهم أن معنى "أتقنح" بمعنى "أتقمح" لأن النون والميم يتعاقبان مثل: امتقع وانتقع وحكي عن بعضهم أن

<<  <  ج: ص:  >  >>