التقنح الشرب بعد الري وقيل: الشرب على مهل، وقيل: معناه لا يقطع على شرابي فتوارد هؤلاء كلهم على أن المعنى أنها تشرب حتى لا تجد مساغا أو أنها لا يقلل مشروبها ولا يقطع عليها حتى تتم شهوتها منه وقيل: كناية عن سمن جسمها.
ووقع في رواية "فأتفتح" بالتاء والفاء قال القاضي عياض: إن لم يكن وهما فمعناه التكبر والزهو. اهـ وفي رواية "وآكل فأتمنح" أي أطعم غيري يقال: منحه يمنحه إذا أعطاه أشارت بذلك إلى عزتها عنده وكثرة الخير لديها فهي تزهو لذلك والإتيان بالألفاظ كلها على وزن "أتفعل" للإشارة إلى تكرار الفعل وملازمته.
(أم أبي زرع فما أم أبي زرع؟ عكومها رداح وبيتها فساح)"العكوم" بضم العين جمع عكم بكسرها وسكون الكاف وهي الأعدال والأحمال التي تجمع فيها الأمتعة وقيل: هي نمط تجعل المرأة فيها ذخيرتها و"رداح" بكسر الراء وفتحها أي عظام كثيرة الحشو أي ملأى وقيل: معناه ثقيلة ويقال: للكتيبة الكبيرة رداح إذا كانت بطيئة السير لكثرة ما فيها ويقال للمرأة إذا كانت عظيمة الكفل ثقيلة الورك: رداح والمراد وصف أوانيها وخزائنها بأنها مملوءة بالخيرات وقال الزمخشري: لو جاءت الرواية في "عكوم" بفتح العين لكان الوجه على أن يكون المراد بها الجفنة التي لا تزول عن مكانها إما لعظمها وإما لأن القرى متصل دائم أو التي كثر طعامها وتراكم
و"رداح" مفرد ويصح أن يكون خبر "عكوم" وهو جمع وأخبر بالمفرد عن الجمع وهو مسموع بقلة كقوله تعالى {أولياؤهم الطاغوت}[البقرة: ٢٥٧] ويحتمل أن يكون مصدرا يخبر به عن المفرد والمثنى والجمع ويحتمل أنه على حذف مضاف أي عكومها ذات رداح ويحتمل أن يضبط "رداح" بكسر الراء جمع رادح كقائم وقيام فيخبر بالجمع عن الجمع ويصح أن يكون "رداح" خبر مبتدأ محذوف والجملة خبر المبتدأ الأول والتقدير: عكومها كلها رداح.
"وبيتها فساح" بفتح الفاء وتخفيف السين أي واسع ومثله فسيح ومثله "فياح" كما جاء في رواية وقد وصفت والدة زوجها بأنها كثيرة الآلات والأثاث واسعة المال كبيرة البيت إما حقيقة فيدل ذلك على عظم الثروة وإما كناية عن كثرة الخيرة ورغد العيش والبر بمن ينزل بها لأنهم يقولون: فلان رحب المنزل أي يكرم من ينزل عليه وفي هذا إشارة إلى أن زوجها كثير البر بأمه.
(ابن أبي زرع فما ابن أبي زرع؟ مضجعه كمسل شطبة ويشبعه ذراع الجفرة)"المسل" بفتح الميم والسين بعدها لام مشددة و"شطبة" بفتح الشين وسكون الطاء ما شطب من جريد النخل أي ما شق من السعفة كالقضبان الرقاق ينسج منها الحصر قال ابن السكيت: الشطبة من سدى الحصير وقال ابن حبيب: هي العود المحدد كالمسلة وقال ابن الأعرابي: أرادت بمسل الشطبة سيفا سل من غمده فمضجعه الذي ينام فيه في الصغر كقدر مسل شطبة واحدة والمعنى على ما قاله الأولون: على قدر ما يسل من الحصير فيبقى مكانه فارغا وأما على ما قاله ابن الأعرابي فهو كغمد السيف.
وأما الجفرة بفتح الجيم وسكون الفاء فهي الأنثى من ولد المعز إذا كان ابن أربعة أشهر وفصل عن أمه وأخذ في الرعي وفي رواية "وترويه فيقة اليعرة" والفيقة بكسر الفاء وسكون الياء ما يجتمع