كل من الولدين لها ويؤيده ما وقع في رواية أبي معاوية "وهي مستلقية على قفاها ومعها رمانة يرميان بها من تحتها فتخرج من الجانب الآخر من عظم إليتيها".
وقال بعضهم: المراد بالرمانتين هنا ثدياها والمعنى أن لها نهدين حسنين صغيرين كالرمانتين يداعبهما الولدان قال القاضي عياض: وهذا أرجح لا سيما وقد روي "من تحت صدرها" و"من تحت درعها" ولأن العادة لم تجر برمي الصبيان الرمان تحت ظهور أمهاتهم ولم تجر العادة أيضا باستلقاء النساء كذلك حتى يشاهده منهن الرجال وردت رواية أبي معاوية بأن سياقها هذا لا يشبه كلام أم زرع فلعله من كلام بعض رواتها أورده على سبيل التفسير الذي ظنه فأدرج في الخبر وفسر القاضي قولها في روايتنا "يلعبان من تحت خصرها برمانتين" بقوله إن ذلك كان إشارة إلى مكان الولدين منها أي يلعبان وهما تحت خصرها أي أنهما كانا في حضنها أو جنبيها قال: وفي تشبيه النهدين بالرمانتين إشارة إلى صغر سنها وأنها لم تترهل حتى تنكسر ثدياها وتتدلى. اهـ.
وفي رواية "فأعجبته فطلقني" وقد يقال "لم طلق أبو زرع أم زرع؟ وكان راغبا فيها ويحبها؟ وكان يمكن أن يتزوج المرأة مع استبقاء أم زرع؟ وقد فسرت رواية أبي معاوية السر في ذلك ولفظها "فخطبها أبو زرع فتزوجها فلم تزل به حتى طلق أم زرع".
(فنكحت بعده رجلا سريا) بالسين على المشهور ومعناه سيدا شريفا وقيل: سخيا وسراة الناس كبراؤهم في حسن الصورة والهيئة والسري من كل شيء خياره.
(ركب شريا) بفتح الشين وكسر الراء وتشديد الياء صفة لموصوف محذوف أي ركب فرسا شريا والشري الذي يستشري في سيره أي يمضي ويلح دون فتور ولا انكسار وقال ابن السكيت: هو الفرس الفائق الخيار.
(وأخذ خطيا) بفتح الخاء وكسر الطاء مشددة بعدها ياء مشددة صفة لموصوف محذوف أي أخذ رمحا خطيا قالوا: والخطي الرمح منسوب إلى الخط قرية من سيف البحر أي ساحله عند عمان والبحرين ونسبت الرماح إليها لأنها تحمل إلى هذا الوضع وتثقف فيه.
(وأراح علي نعما ثريا) قال النووي: أي أتى بها إلى مراحها بضم الميم أي موضع مبيتها وقيل: معناه أنه غزا فغنم فأتى بالنعم الكثيرة وفي رواية "وأراح على بيتي نعما" والنعم بفتح النون والعين الإبل والبقر والغنم ويحتمل أن المراد هنا بعضها وهي الإبل والثري بالثاء وتشديد الياء الكثير المال وغيره، ومنه الثروة في المال وهي كثرته. اهـ.
و"ثريا" صفة لنعما أي إبلا كثيرة والتذكير فيه مع الموصوف المؤنث لمراعاة السجع وفي رواية حكاها القاضي عياض: "نعما" بكسر النون جمع نعمة والأشهر الأول.
(وأعطاني من كل رائحة زوجا) أي وأعطاني من كل ما يروح من الإبل والبقر والغنم اثنين أو صنفا فإن الزوج قد يطلق على الصنف ومنه قوله تعالى {وكنتم أزواجا ثلاثة} وفي ملحق الرواية "وأعطاني من كل ذابحة زوجا" قال النووي: هكذا هو في جميع النسخ "ذابحة" بالذال وبالباء أي من كل ما يجوز ذبحه من الإبل والبقر والغنم وغيرها وهي فاعلة بمعنى مفعولة اهـ. مثل "عيشة