للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عمار بن ياسر وكتب إليهم: إني قد بعثت إليكم بعمار بن ياسر أميرا وعبد الله بن مسعود معلما ووزيرا، وهما من النجباء وإني قد

آثرتكم بعبد الله بن مسعود على نفسي ومع خلافه مع عثمان على المصحف ما تناوله بسوء، بل لما دعاه عثمان إلى المدينة أجابه وقال لأصحابه الذين حاولوا منعه: إن له علي حق الطاعة، توفي بالمدينة على المشهور سنة ثنتين وثلاثين رضي الله عنه.

-[المباحث العربية]-

(لما نزلت هذه الآية {ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين} [المائدة: ٩٣] قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: قيل لي: أنت منهم) القائل لرسول الله صلى الله عليه وسلم إن ابن مسعود منهم هو الله تعالى عن طريق الوحي لأن صفة الإيمان والتقوى والإحسان على الحقيقة لا يعلمها إلا الله وفرق بين أن تنطبق الآية على فرد وبين سبب النزول فقد قال المفسرون في سبب النزول إنه لما نزل تحريم الخمر والميسر قالت الصحابة - رضي الله عنهم - كيف بمن شربها من إخواننا الذين ماتوا وهم قد شربوا الخمر وأكلوا الميسر؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية ومعناها على هذا أن من مات ممن أكل محرما، أو شرب محرما قبل أن يحرم هذا المأكول والمشروب فلا إثم عليه إذا كان قد آمن، واتقى المحرمات المعلومة له وأحسن العمل ودخول ابن مسعود في الآية وفي الموصوفين بذلك بعيد اللهم إلا إذا أدخلناه في بعض الصفات وهي التقوى والإيمان والعمل الصالح والإحسان.

وقيل: إنها نزلت في القوم الذين حرموا على أنفسهم ملاذ الحياة الدنيا وسلكوا طريق الترهب ولم يثبت أن ابن مسعود كان منهم بل الثابت غيره.

وبغض النظر عن سبب النزول يدخل ابن مسعود وكثير غيره في مضمونها وهو رفع الجناح عنهم فيما طعموا إذ ما اتقوا الحرام واتقوا الإسراف والتقتير واستمروا على إيمانهم وعملهم الصالحات وإحسانهم عبادة الله.

(عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قدمت أنا وأخي من اليمن) إلى المدينة مهاجرا وكان ذلك بعد فتح خيبر.

(فكنا حينا) أي فعشنا ومكثنا في المدينة زمنا قال الشافعي وأصحابه ومحققو أهل العلم وغيرهم الحين يقع على القطعة من الدهر طالت أم قصرت.

(وما نرى ابن مسعود وأمه إلا من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم) "وما نرى" بضم النون بمعنى نظن أي وما كنا نظن ابن مسعود وأمه إلا من أهل البيت.

(من كثرة دخولهم ولزومهم له) أي من كثرة دخولهم بيوت رسول الله صلى الله عليه وسلم وطول إقامتهم

<<  <  ج: ص:  >  >>