للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

في داخلها، وكان حقه يقول "من كثرة دخولهما ولزومهما له" أي هو وأمه قال النووي: الاثنان يجوز جمعهما بالاتفاق لكن الجمهور يقولون: أقل الجمع ثلاثة فجمع الاثنين عندهم مجاز وغير الجمهور يقولون: أقل الجمع اثنان فجمعهما عند غير الجمهور حقيقة.

(فقال أحدهما لصاحبه: أتراه ترك بعده مثله؟ ) "أتراه" بضم التاء، أي أتظن ابن مسعود بعد موته ترك على الأرض حيا في درجته وعلمه؟ والاستفهام إنكاري بمعنى النفي، أي لا أظن أنا ولا أنت أن يوجد الآن مثله أو حقيقي والجواب مطوي دل عليه ما قاله الآخر.

(إن قلت ذاك، إن كان ليؤذن له إذا حجبنا، ويشهد إذا غبنا) "إن" الأولى شرطية، حذف جوابها، أي إن قلت ذلك القول لم تكن مبالغا، ولا مجاوزا الحقيقة و"إن" الثانية مخففة من الثقيلة واسمها ضمير محذوف والجملة مستأنفة استئنافا تعليليا، أي فإنه كان يأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدخول عليه إذا حجب ومنع الصحابة ومعنى يشهد يحضر أي يحضر مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا غاب عنه الآخرون.

قال القسطلاني: وكان ابن مسعود رضي الله عنه يلج على النبي صلى الله عليه وسلم ويلبسه نعليه، ويمشي أمامه ومعه ويستره إذا اغتسل، وقال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذنك علي، أن ترفع الحجاب" كانت الستارة على حجر النبي صلى الله عليه وسلم وبعد باب الدار فكأنه أذن له أن لا يطرق الباب- "وأن تسمع سوادي" أي وأن تسمع صوتي، وتعلم وجودي وعدم المانع من دخولك "حتى أنهاك" أي حتى أسلبك هذه الخصوصية.

(كنا في دار أبي موسى، مع نفر من أصحاب عبد الله) ابن مسعود أي وعبد الله معهم وهذه واقعة أخرى وإن كانت قولة أبي موسى في كل من الجلستين واحدة فما في الرواية الرابعة كان بعد موت ابن مسعود وما في الرواية الخامسة كان في حياته وقد بين ملحق الرواية الخامسة بعض هؤلاء الأصحاب منهم زيد بن وهب وحذيفة بن اليمان.

(وهم ينظرون في مصحف) لعله مصحف عبد الله بن مسعود وكان به بعض اختلاف عن مصحف الجماعة كما سيأتي.

(فقام عبد الله) ابن مسعود، أي منصرفا من المجلس.

(أعلم بما أنزل الله من هذا القائم) أي من هذا الذي قام وانصرف.

(عن عبد الله رضي الله عنه أنه قال: ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة) هذه الجملة جزء الآية (١٦١) من سورة آل عمران وصدرها {وما كان لنبي أن يغل} قال النووي: معناه أن ابن مسعود كان مصحفه يخالف مصحف الجمهور وكانت مصاحف أصحابه كمصحفه فأنكر عليه الناس وأمروه بترك مصحفه وبموافقة مصحف الجمهور وطلبوا مصحفه ليحرقوه كما فعلوا بغيره فامتنع وقال لأصحابه: غلوا مصاحفكم أي اكتموها وخبئوها {ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة} يعني: فإذا غللتموها جئتم بها يوم القيامة وكفى لكم بذلك شرفا. اهـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>