(ثم رفع رأسه) أي ورفع أصابعه عن جبهته.
(ثم قال: متى كنت ها هنا؟ قلت: قد كنت ها هنا منذ ثلاثين بين ليلة ويوم) في ملحق الرواية "مذ كم أنت ها هنا؟ قلت: منذ خمس عشرة) والجمع بين الروايتين صعب.
(إنها طعام طعم) قال النووي: هو بضم الطاء وإسكان العين، أي تشبع شاربها كما يشبعه الطعام.
(فقال أبو بكر: يا رسول الله ائذن لي في طعامه الليلة) أي فأذن له، وفي ملحق الرواية "وقال أبو بكر: ألحقني بضيافته الليلة" وفي بعض النسخ "أتحفني بضيافته الليلة".
(فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر، وانطلقت معهما، ففتح أبو بكر بابا) لعله باب خزن الزبيب والتمر.
(فجعل يقبض لنا من زبيب الطائف) أي ويعطينا، ونأكل.
(وكان ذلك أول طعام أكلته بها) أي بمكة.
(ثم غبرت ما غبرت) أي ثم بقيت ما بقيت عند أبي بكر، ألتقى برسول الله صلى الله عليه وسلم سرا.
(ثم أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم) لأستأذنه في العودة، وأتزود بنصحه.
(فقال: إنه قد وجهت لي أرض ذات نخل لا أراها إلا يثرب) "وجهت" بضم الواو وتشديد الجيم المكسورة أي أريت جهتها، و"أراها" بضم الهمزة، أي أظنها.
(فهل أنت مبلغ عني قومك؟ عسى الله أن ينفعهم بك، ويأجرك فيهم) أسلوب عرض وتحضيض وطلب برفق، أي بلغ عني قومك.
(فأتيت أنيسا) في المنزل الذي نزلناه بقرب مكة.
(فقال: ما صنعت) مع هذا الرجل؟ .
(قلت: صنعت أني قد أسلمت وصدقت. قال: ما بي رغبة عن دينكما فإني قد أسلمت) يقال: رغب فيه إذا أراده، ورغب عنه إذا لم يرده، فنفي الرغبة عنه تثبت الرغبة فيه، أي لا أكرهه، بل أدخل فيه.
(فاحتملنا) أي فرحلنا.
(حتى أتينا قومنا غفارا، فأسلم نصفهم) بدعوتنا لهم وشرحنا للإسلام.