(ثكلت بنيتي إن لم تروها ... تثير النقع من كنفي كداء)
"كنفا كداء" جانبا كداء، وهي ثنية على باب مكة، وفي بعض النسخ "غايتها كداء" وفي بعضها "موعدها كداء" يهدد قريشا والمشركين بمكة بأن خيل المسلمين ستثير الغبار في جبال مكة، فتغزوهم. وتهاجمهم، ويزيد في وصف الخيل والفرسان، فيقول:
(يبارين الأعنة مصعدات ... على أكتافها الأسل الظماء
تظل جيادنا متمطرات ... تلطمهن بالخمر النساء)
ويروى "يبارعن الأعنة" وفي رواية "يبارين الأسنة" و"مصعدات" أي مقبلات إليكم ومتوجهات، دون تراجع "على أكتافها الأسل الظماء" أي فوق ظهورها الرماح العطشى إلى الدماء، وفي بعض الروايات "الأسد الظماء" أي الرجال المشبهون للأسد العطاش إلى دمائكم "تظل جيادنا متمطرات" أي تظل خيولنا مسرعات، يسبق بعضها بعضا، كسيل المطر "تلطمهن بالخمر النساء" أي تمسحهن النساء بخمرهن، جمع خمار، أي يزلن عنهن الغبار بخمرهن، لعزتها وكرامتها عندهم، وحكى القاضي أنه روي "بالخمر" بفتح الميم، جمع خمرة، وهو صحيح المعنى، لكن الأول هو المعروف، وهو الأبلغ في إكرامها.
(فإن أعرضتموا عنا اعتمرنا ... وكان الفتح وانكشف الغطاء
وإلا فاصبروا لضراب يوم ... يعز الله فيه من يشاء
وقال الله قد أرسلت عبدا ... يقول الحق ليس به خفاء
وقال الله قد يسرت جندا ... هم الأنصار، عرضتها اللقاء
يلاقى كل يوم من معد ... سباب أو قتال أو هجاء
فمن يهجو رسول الله منكم ... ويمدحه وينصره سواء
وجبريل رسول الله فينا ... وروح القدس ليس له كفاء)
"قد يسرت جندا" أي هيأتهم، وأرصدتهم لقتال المشركين "عرضتها اللقاء" بضم العين، أي مقصودها ومطلوبها "ليس له كفاء" أي ليس له مماثل، ولا مقاوم.
-[فقه الحديث]-
-[يؤخذ من الحديث]-
١ - فضيلة لحسان بن ثابت رضي الله عنه في دفاعه بشعره عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى الرغم من موقفه من الإفك نرى عائشة رضي الله عنها تغفر له هذا الموقف، وتقدر له هجاء المشركين، ومدحه لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وتكرمه وتذكره بخير، وتدافع عنه بل كانت تأذن له بالدخول، وتدعو له بالوسادة، وتقول: لا