المصعد، وقيل المكان المستوي، وصريف الأقلام تصويتها حال الكتابة، قال الخطابي: هو صوت ما تكتبه الملائكة من أقضية الله تعالى ووحيه، وما ينسخونه من اللوح المحفوظ، أو ما شاء الله تعالى من ذلك أن يكتب.
(حتى أمر بموسى) عبر بالمضارع بدل الماضي، لاستحضار الصورة، والأصل حتى مررت بموسى.
(فوضع شطرها) الشطر يطلق على النصف، ويطلق على البعض والجزء، والمراد هنا الثاني، وفي الرواية الأولى "فحط عني خمسا" وفي بعض الروايات "فوضع عني عشرا".
قال ابن المنير: ذكر الشطر أعم من كونه وقع في دفعة واحدة.
وقال الحافظ ابن حجر: وكذا العشر، فكأنه وضع العشر على دفعتين، والشطر [باعتباره النصف] في خمس دفعات، والتحقيق أن التخفيف خمسا خمسا.
(ثم انطلق بي جبريل حتى نأتي سدرة المنتهى) هكذا هو في الأصول "حتى نأتي" فالتعبير بالمضارع لاستحضار الصورة العجيبة، والأصل حتى أتينا، وفي بعض الأصول "حتى أتى" قال النووي: وكلاهما صحيح.
(جنابذ اللؤلؤ) الجنابذ بالجيم المفتوحة وبعدها نون مفتوحة، ثم ألف، ثم باء، ثم ذال، هي القباب، واحدتها جنبذة بالضم. وفي رواية للبخاري "حبائل" قال الخطابي وغيره: وهو تصحيف. واللؤلؤ معروف، وفيه أربعة أوجه، بهمزتين، وبحذفهما، وبإثبات الأولى دون الثانية، وعكسه.
(سمعت قائلا يقول: أحد الثلاثة بين الرجلين) القائل جبريل، والمقول له مرافقوه من الملائكة، و"أحد" خبر مبتدأ محذوف، والتقدير: هو [أي محمد] أحد الثلاثة، والمراد من الرجلين حمزة وجعفر وكان صلى الله عليه وسلم نائما بينهما.
(فشرح صدري إلى كذا وكذا) أي شق صدري و"إلى كذا وكذا" كناية عن نهاية الشق، وفسره الراوي بأنه إلى أسفل بطنه.
الرواية السابعة
(ولنعم المجيء جاء) قيل: المخصوص بالمدح محذوف، وفيه تقديم وتأخير، والتقدير: جاء ولنعم المجيء مجيئه، وقال ابن مالك: في هذا الكلام شاهد على الاستغناء بالصلة عن الموصول، أو الصفة عن الموصوف في باب "نعم" إلا أنها تحتاج إلى فاعل هو المجيء، وإلى مخصوص بمعناها، وهو مبتدأ، مخبر عنه بنعم وفاعلها، فهو في هذا الكلام وشبهه موصول أو موصوف بجاء، والتقدير: نعم المجيء الذي جاء، أو نعم المجيء مجيء جاءه، وكونه موصولا أجود، لأنه مخبر عنه، والمخبر عنه إذا كان معرفة أولى من كونه نكرة. اهـ.