للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الرواية التاسعة عشرة والمتممة للعشرين

(فكربت كربة ما كربت مثله قط) قال الجوهري: الكربة بالضم الغم الذي يأخذ النفس، والضمير في "مثله" يعود على معنى الكربة، وهو الكرب، أو الغم أو الهم، أو الشيء.

(ما يسألوني عن شيء إلا أنبأتهم به) حذفت إحدى النونين، والأصل ما يسألونني، نون الرفع ونون الوقاية، وحذف إحدى النونين جائز تخفيفا، وقد قرئ قوله {أتحاجوني في الله} [الأنعام: ٨٠] بحذف إحدى النونين وبإدغامهما، وبثبوتهما مخففتين.

(المقحمات) بضم الميم وإسكان القاف وكسر الحاء معناه: الذنوب العظام الكبائر التي تهلك صاحبها وتورده النار وتقحمه إياها، والتقحم: الوقوع في المهالك، ومعنى الكلام: من مات من هذه الأمة غير مشرك بالله غفر له المقحمات، قال النووي: والمراد بغفرانها أنه لا يخلد في النار، ويحتمل أن يكون المراد بهذا بعض مخصوص من الأمة، أي يغفر لبعض الأمة المقحمات قال: وهذا يظهر على مذهب من يقول: إن لفظة "من" لا تقتضي العموم مطلقا، وعلى مذهب من يقول: إنها لا تقتضي العموم في الأخبار، وإن اقتضته في الأمر والنهي.

-[فقه الحديث]-

بعد قراءة روايات هذا الحديث يجد القارئ نفسه أمام تساؤلات كثيرة:

هل كان الإسراء والمعراج يقظة أو مناما؟ ومن أين بدأ؟ وما سر اختيار بيت المقدس نهاية له؟ وبداية للمعراج؟ وما الحكمة في كون وسيلته ركوب البراق؟ وما حقيقة شق الصدر؟ ومتى كان؟ وماذا رأى من آيات ربه الكبرى في إسرائه وفي معراجه؟ وما حقيقة ما رأى؟ وما وجه اختصاص من ذكر من الأنبياء؟ ولم كانت مراكزهم في السموات كذلك؟ وماذا نأخذ من الحديث من الأحكام والعبر؟ .

ونجيب عن هذه التساؤلات بنفس ترتيبها، ونزيد عليها ما يتطلبه شرح الحديث، فنقول وبالله التوفيق:

هل كان الإسراء يقظة أو مناما؟

ذهب الجمهور من علماء المحدثين والفقهاء والمتكلمين إلى أن الإسراء والمعراج وقعا في ليلة واحدة، في اليقظة، بجسد النبي صلى الله عليه وسلم وروحه، بعد المبعث.

قال الحافظ ابن حجر: وتواردت على ذلك ظواهر الأخبار الصحيحة ولا ينبغي العدول عن ذلك، إذ ليس في العقل ما يحيله، حتى يحتاج إلى تأويل. اهـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>