للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يلقمون حجرا، فيخرج من أسافلهم، وأن جبريل قال له: هؤلاء أكلة أموال اليتامى" وعندي أن هذه الأحاديث - إن صحت- هي تصوير للترغيب أو الترهيب، وربما كانت صورة لما سيحدث في الآخرة من هيئة الأجر أو العقاب، وليست أمورا واقعية، وعدها من قبيل آياته الكبرى لا يخلو عن تسامح.

أما الآيات الحقيقية فيمكن أن يكون منها:

١ - شق صدره صلى الله عليه وسلم، وقد سبق الحديث عنه.

٢ - والبراق وسرعته، وقد تقدم الكلام عليه.

٣ - والمعراج واختراقه.

٤ - ورؤيته البيت المعمور كما جاء في الرواية السابعة.

٥ - ولقاؤه مالكا خازن النار، كما في الرواية الثامنة، والتاسعة، والتاسعة عشرة، وكما جاء عند أبي حاتم عن أنس وفيه "فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل: ما لي لم آت أهل سماء إلا رحبوا وضحكوا إلي غير رجل واحد، فسلمت عليه، فرد علي الإسلام، ورحب بي، ولم يضحك إلي، قال: يا محمد. ذاك مالك خازن جهنم، ولم يضحك منذ خلق، ولو ضحك إلى أحد لضحك إليك".

٦ - ورؤيته الدجال، نعم ظاهر الرواية الخامسة عشرة، والسادسة عشرة أن رؤيته للدجال لم تكن في إسرائه أو معراجه، وإنما كانت بمكة، بل الرواية السادسة عشرة صريحة بأنها رؤيا منام، ولا مانع من رؤيته ليلة الإسراء عيانا، ورؤيته مرة أخرى مناما.

نعم يشكل عن الروايتين المذكورتين ما ورد في الصحيح من أن الدجال لا يدخل مكة ولا المدينة، فكيف يرى وهو يطوف بالبيت؟ ورؤيا الأنبياء حق؟ وأجيب بأن تحريم دخول المدينة عليه إنما هو في زمن فتنته. والله أعلم. ولفظ المسيح صفة لعيسى عليه السلام، وصفة للدجال، أما كونه صفة لعيسى فسيأتي، وأما الدجال فقيل: سمي بذلك لأنه ممسوح العين، وقيل: لأنه أعور، والأعور يسمى مسيحا، وقيل: لمسحه الأرض حين خروجه، قال القاضي عياض: ولا خلاف في اسم عيسى أنه المسيح بفتح الميم وكسر السين مخففة، واختلف في الدجال، فأكثرهم يقول مثله ولا فرق بينهما في اللفظ، ولكن عيسى عليه السلام مسيح هدى، والدجال مسيح ضلالة، ورواه بعض الرواة "مسيح" بكسر الميم والسين المشددة، وبعضهم كذلك مع الخاء بدل الحاء، وبعضهم بكسر الميم وتخفيف السين.

وقد جاء في وصفه "أعور العين اليمنى، وجاء في رواية أخرى "أعور العين اليسرى" وقد ذكرهما جميعا مسلم في آخر الكتاب كما وصف في الحديث بأنه "ممسوح العين، وأنها ليست جحراء، ولا ناتئة" وفي رواية "جاحظ العين، وكأنها كوكب" وفي رواية "لها حدقة جاحظة، كأنها نخاعة في حائط".

وقد نقل النووي عن القاضي عياض الجمع بين هذه الروايات فقال: يجمع بين الأحاديث

<<  <  ج: ص:  >  >>