فوضعت يدي عليه فقلت والله ما رأيت كاليوم رجلا أشد حرا فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم "ألا أخبركم بأشد حرا منه يوم القيامة هذينك الرجلين الراكبين المقفيين" لرجلين حينئذ من أصحابه.
٦١٢٠ - عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مثل المنافق كمثل الشاة العائرة بين الغنمين تعير إلى هذه مرة وإلى هذه مرة".
٦١٢١ - وفي رواية عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله غير أنه قال "تكر في هذه مرة وفي هذه مرة".
-[المعنى العام]-
بعد أن قويت شوكة الإسلام في المدينة ظهر النفاق وظاهرة النفاق دائما وليدة الجبن والضعف أمام قوة وغلبة إما رغبة في خير القوى وإما رهبة من بطشه وانتقامه وقد يكونان معا رغبة ورهبة
كان عبد الله بن أبي ابن سلول زعيم الخزرج في المدينة قبل الإسلام وقد أعدوا له تاجا ليعلنوه ملكا على المدينة ودخل الإسلام المدينة وقانونه {إن أكرمكم عند الله أتقاكم}[الحجرات ١٣] وأسلمت جماهير الأوس والخزرج وأقيمت المعاهدات بين المسلمين ويهود المدينة فلم يكن بد أمام عبد الله بن أبي من أن يعلن إسلامه ظاهرا وأخذ في الباطن يكيد للإسلام ولرسول الإسلام وللمسلمين وانضم إليه في هذه السياسة جماعة سموا بالمنافقين كما سمي عبد الله بن أبي برأس النفاق وداراهم رسول الله صلى الله عليه وسلم واعتبرهم مؤلفة قلوبهم وأحسن إليهم وأكرم معاملتهم مع إيمانه بحقيقتهم لكنه مأمور من ربه بالعمل بالظاهر والله يتولى السرائر
كانت حكمة في المعاملة ترعى خاطر أهليهم المؤمنين بحق وتغطي عن الكافرين واليهود حقيقة الشرخ في الجدار على أمل إصلاحه في يوم من الأيام
هددوا المسلمين في غزوة بني قريظة وقالوا لئن رجعنا إلى المدينة لنخرجن منها محمدا وأصحابه المهاجرين لقد عظموا علينا ونحن الذين رفعناهم وما مثلنا ومثلهم إلا كما قيل سمن كلبك يأكلك
وعلم الرسول صلى الله عليه وسلم بقولهم فجاء بهم فحلفوا ما قالوا فصدقهم ظاهرا وهو يعلم أن المنافقين