للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بينهما شيء يسير كما بين الإصبعين في الطول وقيل هو إشارة إلى قرب المجاورة اهـ فالإصبعان السبابة والوسطى متقاربان بل متلاصقان فوجه الشبه القرب والإصبعان أيضا متقاربان في الطول والفرق بينهما في الطول يسير فوجه الشبه القرب على المعنيين

(كان الأعراب إذا قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم سألوه عن الساعة متى الساعة) أي كانوا يفعلون ذلك غالبا لا دائما وإنما خص الأعراب بذلك لأن أهل المدينة كانوا قد فطموا عن السؤال عن الساعة بما جاء عن ذلك في القرآن وفي الأحاديث أما الأعراب فكانوا يأتون من البادية يجهلون النهي عن السؤال عنها

(فنظر إلى أحدث إنسان منهم) في الرواية السابعة "وعنده غلام من الأنصار يقال له محمد" وفي الرواية الثامنة "فسكت هنيهة ثم نظر إلى غلام بين يديه من أزد شنوءة" وفي الرواية التاسعة "قال أنس مر غلام للمغيرة بن شعبة وكان من أقراني" فيحتمل أن الغلام لم يكن بدويا وقوله "منهم" أي في الوجود والمجلس والظاهر أن الغلام لم يكن جاوز العشرين فأنس يوم وفاة النبي صلى الله عليه وسلم كان ابن عشرين سنة وهو من أقرانه

(إن يعش هذا لم يدركه الهرم قامت عليكم ساعتكم) وفي الرواية السابعة "إن يعش هذا الغلام فعسى أن لا يدركه الهرم حتى تقوم الساعة" وفي الرواية الثامنة "إن عمر هذا عمر بضم العين وتشديد الميم المكسورة لم يدركه الهرم حتى تقوم الساعة" وفي الرواية التاسعة "إن يؤخر هذا فلن يدركه الهرم حتى تقوم الساعة" قال القاضي هذه الروايات كلها محمولة على معنى الأول والمراد بساعتكم موتكم ومعناه يموت ذلك القرن أو أولئك المخاطبون اهـ وقال النووي ويحتمل أنه صلى الله عليه وسلم علم أن ذلك الغلام لا يبلغ الهرم ولا يعمر ولا يؤخر اهـ

(تقوم الساعة والرجل يحلب اللقحة فما يصل الإناء إلى فيه حتى تقوم) سبق تفسير اللقحة بأنها قريبة العهد بالولادة كثيرة اللبن والمراد أنها تقوم فجأة

(والرجلان يتبايعان الثوب فما يتبايعانه حتى تقوم) أي فلا يتمان البيع

(والرجل يلط في حوضه فما يصدر حتى تقوم) أي الرجل يطلي حوض ماء شرب الدواب بالطين فلا يكمله ولا ينصرف عنه حتى تقوم والمراد من الكل أنها تفاجئ الناس وهم في أعمالهم فتأخذهم قبل أن يتموا عملهم

(قالوا أربعون يوما قال أبيت) معناه أبيت أن أجزم أن المراد أربعون يوما أو شهرا أو سنة بل الذي أجزم به أنها أربعون مجملة قال النووي وقد جاءت مفسرة في غير مسلم "أربعون سنة"

(وليس من الإنسان شيء إلا يبلى إلا عظما واحدا وهو عجب الذنب ومنه يركب

<<  <  ج: ص:  >  >>