وليس في هذا الوصف أن جميع من سيأتيهم من أهل الكتاب، فإن في أهل اليمن غير أهل الكتاب، لكنه خصهم بالذكر لمزيد الاهتمام.
(فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله) في الرواية الثالثة "فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله"، "أول" بالنصب خبر "يكن" مقدم و"عبادة الله" اسمها مؤخر، والمراد من عبادة الله توحيده. فقد جاء في رواية "إلى أن يوحدوا الله" والمراد من توحيده الشهادتان.
(فإن هم أطاعوا لذلك) أي للإتيان بالشهادتين، وفي رواية "فإن أطاعوا لك في ذلك"، أي شهدوا وانقادوا، وفي رواية "فإن هم أجابوا لذلك" وفي رواية "فإذا عرفوا ذلك". وفي الرواية الثالثة "فإذا عرفوا الله".
والظاهر أن أطاع هنا ضمن معنى انقاد فعدى تعديته.
والتعبير بـ"إن" ليس لأن وقوع الشرط مشكوك فيه، بل لمجرد التعليق بدليل الرواية الثالثة "فإذا" بدل "فإن".
(فأعلمهم) في الرواية الثالثة "فأخبرهم".
(أن الله افترض عليهم) في الرواية الثالثة "أن الله فرض عليهم" وهما بمعنى.
(خمس صلوات في كل يوم وليلة) في الرواية الثالثة "خمس صلوات في يومهم وليلتهم".
(فإن أطاعوا لذلك) يحتمل أمرين: أحدهما: أن يكون المراد إقرارهم بوجوبها عليهم والتزامهم بها، وثانيهما: أن يكون المراد الإطاعة بالفعل والأداء، ووجه الأول بأن المذكور هو الإخبار بالفريضة، وإطاعة الإخبار الإقرار به والتزامه، ووجه الثاني بأنهم لو بادروا إلى الامتثال بالفعل لكفى، ولم يشترط الإقرار باللسان والالتزام بالتلفظ، بخلاف الشهادتين فالشرط فيهما عدم الإنكار، وعلامة قبولهما النطق بهما، ويؤيد هذا الوجه رواية "فإذا صلوا" كما يؤيده قوله في الرواية الثالثة "فإذا فعلوا".
قال الحافظ ابن حجر: والذي يظهر أن المراد القدر المشترك بين الأمرين، فمن امتثل بالإقرار أو بالفعل كفاه. أو بهما فأولى. اهـ.
(أن الله افترض عليهم صدقة) أي زكاة بدليل الرواية الثالثة، وأطلق لفظ الصدقة على الزكاة في قوله تعالى: {إنما الصدقات للفقراء ... } [التوبة: ٦٠] الآية.
(تؤخذ من أغنيائهم) الجملة صفة "صدقة".
(فترد في فقرائهم) لم يقل: فتعطى أو فتسلم للإشارة إلى أن المسلمين فقراءهم وأغنياءهم جسد واحد، فما يؤخذ من عضو ويعطى للآخر مردود إليه في الجملة، وجعل الفقراء هنا ظرفا للرد