-[المباحث العربية]-
(لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم) يوم الإثنين لثنتي عشرة ليلة من ربيع الأول سنة إحدى عشرة من الهجرة.
(واستخلف أبو بكر بعده) السين والتاء للصيرورة، أي وصار أبو بكر خليفة بعده، وفي رواية: "وكان أبو بكر خليفة".
(وكفر من كفر من العرب) "من" موصولة و"من" حرف جر للتبعيض، وقال العيني: للبيان، وهو حسن إذا جعلت "أل" في "العرب" للجنس الصادق بالبعض.
(كيف تقاتل الناس؟ ) الاستفهام إنكاري، و"أل" في "الناس" للعهد، والمراد بهم مانعوا الزكاة [كما سيأتي بيانه في فقه الحديث] وفي رواية "أتريد أن تقاتل العرب"؟ فـ"أل" في "العرب" للعهد أيضا، لأن عمر لا يتردد في قتال المرتدين.
(وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم) الجملة في محل النصب على الحال.
(أمرت) بالبناء للمجهول، أي أمرني ربي، وحذف الفاعل لتعينه، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم إذا قال أمرت فهم منه أن الله تعالى هو الذي أمره، فإذا قال الصحابي: أمرت فهم منه أن الرسول صلى الله عليه وسلم هو الذي أمره، فإن من اشتهر بطاعة رئيس إذا قال ذلك فهم أن الرئيس هو الذي أمر.
(أن أقاتل الناس) "أن" وما دخلت عليه في تأويل مصدر مجرور بحرف جر محذوف والتقدير: أمرت بمقاتلة الناس. قال بعضهم: إن "أل" في "الناس" للجنس لا يخرج عنه إلا الجن، فهم وإن كانت رسالته صلى الله عليه وسلم عامة لهم إجماعا لكنه غير مأمور بمقاتلتهم لتعذرها.
وهذا الرأي بعيد، لأن لفظ الناس حينئذ يشمل المؤمنين، فيلزمه أن يقول: إن المراد من "الناس" الكافرون، وقال بعضهم: إن "أل" للعهد، والمراد بالناس عبدة الأوثان دون أهل الكتاب، لأنهم يقولون: لا إله إلا الله، ويقاتلون حتى يقولوا: محمد رسول الله أو يعطوا الجزية.
وقال بعضهم: هو من العام الذي خص منه البعض، وقال العيني بدخول أهل الكتاب في مدلول "الناس" وخروجهم بدليل آخر كقوله تعالى {حتى يعطوا الجزية} [التوبة: ٢٩] [وستأتي زيادة إيضاح لهذا في فقه الحديث].
(حتى يقولوا لا إله إلا الله) وفي الرواية الثانية والرابعة "حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله" وفي الرواية الخامسة "من قال: لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله" والمعنى في الكل واحد.
و"حتى" حرف غاية لما قبلها، وهو هنا القتال، فإن قيل: الأصح دخول الغاية في المغيا بحتى، كما في قولك: أكلت السمكة حتى رأسها، فإن الأكل شامل للرأس، حتى زعم بعضهم وجوب دخول