(أشهد لك بها) الجملة في محل النصب أو الرفع صفة "كلمة" وفي رواية "أحاج لك بها عند الله تعالى".
(أترغب عن ملة عبد المطلب؟ ) الهمزة للاستفهام الإنكاري التوبيخي، أي لا ينبغي أن ترغب عن ملة عبد المطلب، ولم يقولا له: لا تفعل، خشية معاندتهم أنفة، فإن نفس الأبي تنفر من النهي المباشر من النظير والمساوي.
والظاهر أن هذا القول لأحدهما، وعد رضى الآخر مشاركة فيه فنسب إليهما.
(يعرضها عليه) بفتح الياء وكسر الراء، أي يعرض كلمة التوحيد على أبي طالب، أي يطلب منه النطق بها.
(ويعيد له تلك المقالة) ظاهر العبارة أن فاعل "يعيد" يرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فالمراد من المقالة قوله "أشهد لك بها عند الله" أو "أحاج لك بها عند الله تعالى"، وقيل: إن ضمير الفاعل لأبي طالب، أي ويعيد أبو طالب رده، وهذا بعيد، لأن رد أبي طالب لم يسبق ذكره في الحديث. وفي نسخة "ويعيدان له تلك المقالة" على التثنية لأبي جهل وابن أبي أمية، قال القاضي عياض: وهذا أشبه.
(آخر ما كلمهم) "ما" مصدرية، أي آخر تكليمه لهم، أو موصولة أي آخر الذي كلمهم به.
(هو على ملة عبد المطلب) الظاهر أن نص عبارة أبي طالب: أنا على ملة ... فغير الراوي ضمير المتكلم استقباحا للفظ المذكور. وهذا من محاسن التعبير.
(أما والله لأستغفرن لك) "أما" حرف تنبيه، وقيل: بمعنى حقا، وفي بعض النسخ "أم" بفتح الميم مع حذف الألف، قال النووي: وكلاهما صحيح. وفي كتاب الأمالي: "ما" المزيدة للتوكيد، ركبوها مع همزة الاستفهام، واستعملوا مجموعهما على وجهين: أحدهما أن يراد به معنى "حقا" كقولهم: أما والله لأفعلن، والآخر أن يكون افتتاحا للكلام بمنزلة "ألا" كقولك: أما إن زيدا منطلق، وأكثر ما تحذف ألفها إذا وقع بعدها القسم.
(ما لم أنه عنك) "ما" مصدرية زمانية، أي لأستغفرن لك مدة عدم نهي عنك، وفي رواية "ما لم أنه عنه" أي عن الاستغفار.
{ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين} خبر بمعنى النهي أي ما ينبغي لهم، قال الثعلبي: قال أهل المعاني: "ما" تأتي في القرآن على وجهين: بمعنى النفي مثل قوله تعالى {ما كان لكم أن تنبتوا شجرها} [النمل: ٦٠] والآخر بمعنى النهي كقوله تعالى {وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله} [الأحزاب: ٥٣].
(ولو كان ذا قربى) الواو للحال. وجواب "لو" محذوف لدلالة ما قبله عليه، والتقدير: لو كان المشركون أولي قربى فلا ينبغي الاستغفار لهم.