علم ذلك مما تواتر عندهم، واللَّه أعلم. وهم يزعمون أن الجمعة تدور على خمس سنين وهذا مناف لذلك، لكن كثير منهم نكر اطراد هذا، ويقول: إنها قد تنقل إلى أكثر من ذلك.
ومنها: قال: كنت عند الابلي بتلمسان إذ دخل عليه أبو عبد اللَّه المالقي المتطبب فكان فيما تكلم به أن قال: استجرى أديبًا كريمًا بهذا الشطر ثم جيب فلم ينصف قال لنا ما أراد؟ فجعلنا ندبر الحيلة فيه والشيخ ينظر في الهواء فسبقنا بفضل ذهنه فقال تقولون أو نقول فسألناه التربص علينا، ثم كنت أول من عثر عليه فقلت قضيته ملف شحمي.
ومنها: قال لي أبو القاسم بن محمد اليماني أحد مدرسي دمشق، ونحن يومئذ بها: قال شيخ صالح برباط الخليل عليه السلام، نزل بي مغربي فمرض مرضًا طويلًا فدعوت اللَّه أن يفرج عني وعنه بموت أو صحة، فرأيت النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال لي: أطعمه الكسكسون قال يقوله هكذا بالنون، فصنعته له فكأنما جعلت له فيه الشفاء فكان أبو القاسم يقول بالنون، يخالف الناس في حذفه من هذا الاسم ويقول: لا أعدل عن لفظه -عليه السلام- قال المقري: قلت وجه هذا من الطب أن هذا الطعام معتاد المغاربة ويشتهونه على كثرة استعمالهم له، فربما فيه شهوة أورده إلى عادة، واللَّه ورسوله أعلم.
ومنها: قال: حدثني القاضي الظريف أبو عبد اللَّه بن عبد الرزاق الجزولي عن الشيخ النخبة ابن قطرال أنه سمعه يقول: سمع يهودي بحديث نعم الادام الخل فأنكر ذلك حتى كاد يصرح بالقدح، فبلغ بعض العلماء فأشار على الملك بقطع الخل وأسبابه عن اليهود سنة، فقال: فما تمت سنة حتى ظهر فيهم الجذام.
ومنها: قال: قال صاحبنا عبد اللَّه بن عبد الحق: قال لي عبد اللَّه بن قطرال كنت بالمدينة إذ أقبل رافض بفحمة في يده فكتب بها في جدار هناك:
من كان يعلم أن اللَّه خالقه ... فلا يحب أبا بكر ولا عمرا