التسهيل على بعض شيوخه، وسمع القاء ابن عبد السلام والتفسير من أول القرآن العظيم لآخره بما يجب لذلك من تحقيق أحكام الاعتقاد والفقه وقواعد العربية والبيان وأصول الفقه وغيرها مما تتوقف هذه المذكورات عليه، مع مراجعة وبحث وأسئلة وجواب، وقرأ عليه جميع صحيح مسلم بلفظه إلا يسيرًا، سمعته بقراءة غيره وسمعت عليه بعض البخاري والموطأ وقرأت عليه جملة من التهذيب وسمعت عليه سائر أزيد من ختمة قراءة بحث وفقه ونقل وفروع الأمهات وأحاديث الأحكام مع التنبيه عليها تصحيحًا وتحسينًا وتعقب ما تعقبه الأئمة وغيرها مما قرئ عليه مما قرأه على شيوخه مع ما أفاد من ذكر الأدب في الاشتغال بالتعلم خصوصًا حكم البحث والمراجعة وتوجيه الأسئلة- اهـ.
وقال تلميذه الإمام الابي: كان شيخنا من حسن الصورة والكمال على ما هو معروف، وكان شديد الخوف من أمر الخاتمة يطلب كثيرًا الدعاء له بالموت على الإسلام ممن يعتقد فيه خيرًا، أعطاني يومًا شيئًا مما يتصرف به الأولاد وقال: اعطه للولد الذي عندك وكان ولدًا سباعيًا وقل له يدعو لي بالموت على الإسلام رجاء قبول دعاء الصغير، فلحقتني منه عبرة وشفقة، وكان يقول في حديث أو علم ينتفع به بعده إنما تدخل التآليف في ذلك إذا اشتملت على فوائد زائدة وإلا فهو تخسير للكاغد، ويعاني بالفائدة الزائدة على ما في الكتب السابقة عليه، أما إن لم يشتمل التأليف إلا على نقل ما في الكتب فهو الذي قال فيه: تخسير للكاغد، وهكذا يقول في حضور مجالس التدريس أنه إن لم يكن فيها التقاط زيادة من الشيخ فلا فائدة في حضور مجلسه بل الأولى لمن حصلت له معرفة اصطلاح وقدر على فهم ما في الكتب أن ينقطع لنفسه ويلازم النظر، ونظم ذلك في أبيات فقال:
إذا لم يكن في مجلس الدرس نكتة ... وتقرير إيضاح لمشكل صورة
وعزو غريب النقل أو فتح مقفل ... أو إشكال أبدته نتيجة فكرة