يمينًا بمن أولاك أرفع رتبة ... وزان بك الدنيا بأكمل زينة
لمجلسك الأعلى كفيل بكلها ... على حين ما عنها المجالس ولت
فأبقاك من رقاك للخلق رحمة ... وللدّين سيفًا قاطعًا كل فتنة
ثم قال: وإني لبار في قسمي هذا، فلقد كنت أقيد من زوائد القائه وفوائد إبدائه الخمس التي تقرأ في مجلسه من تفسير وحديث وثلاثة في التهذيب نحو الورقتين كل يوم مما ليس في الكتب، قدّس اللَّه روحه، فقد كان الغاية، وشاهد ذلك تآليفه وناهيك مختصره الفقهي الذي ما وضع في الإسلام مثله لضبطه في المذهب مسائل وأقوالًا مع زوائد مكملة والتنبيه على مواضع مشكلة وتعريف الحقائق الشرعية قال: وقال يومًا: لولا خوف الحاجة في الكبر ما بت وعندي عشرة دنانير، ثم حبس آخر عمره قبلٍ موته من الربع ما يفرق من أكريته آخر كل شهر نحو اثنين وعشرين دينارًا- اهـ.
وقال تلميذه البرزلي: أدركناه يقرأ في الصيف الأصلين والمنطق والفرائض والحساب والقراءات في آخر عمره وجالسناه نحو أربعين عامًا وأخذنا عنه علومه وهديه- اهـ.
وقال تلميذه البسيلي بعد إيراد أسئلة وأجوبة، وهذه الأسئلة والأجوبة مما تقع بين الطلبة في مجلس شيخنا ابن عرفة أو بينه وبينهم مما يدل على علو رتبته وعظم منفعه ولذا كان الحذاق يفضلونه على غيره من مجالس التدريس- اهـ.
قال الحافظ ابن حجر في أنباء الغمر: شيخ الإسلام بالمغرب، سمع من ابن عبد السلام وابن سلامة وابن بلال واشتغل ومهر في الفنون وأتقن المعقول حتى صار المرجع في الفنون إليه ببلاد الغرب، معظمًا عند السلطان فمن دونه مع دين متين وصلاح، له تصانيف منها المبسوط في المذهب سبعة أسفار إلا أنه شديد الغموض، ونظم قراءة يعقوب، أجازني وكتب لي خطه لما حج بعد التسعين، وعلق عنه بعض أصحابنا كلامًا في التفسير في مجلدين كثير الفوائد كان يلتقطه في حال قراءتهم عليه ويدونه أولًا فأولًا، وكلامه دال على توسع في