احتاج شمس الضحى لدليل، على أنا نذكر بعض ما قيل فيه شاهدًا لما قلناه:
قال تلميذه أبو الفرج بن أبي يحيى الشريف التلمساني: شيخنا الإمام العالم العلم جامع أشتات العلوم الشرعية والعقلية حفظًا وفهمًا وتحقيقًا راسخ القدم رافع لواء الإمامة بين الأمم ناصر الدين بلسانه وبيانه وبالعلم محيي السنة بفعاله ومقاله وبالشيم قطب الوقت في الحال والمقام والنهج الواضح والسبيل الأقوم مستمر الإرشاد والهداية والتبليغ والإفادة، ذو الرواية والدراية والعناية، ملازم للكتاب والسنة على نهج الأئمة المحفوظين من البدع في زمن من لا عاصم فيه لأمر اللَّه إلا من رحم، ذو همة علية ورتبة سنية وخلق رضية وفضل وكرم، إمام الأئمة وعالم الأئمة الناظر للحكمة ومثير الظلم سليل الصالحين وخلاصة مجد التقى والدين، نتيجة مقدمات البنين، حجة اللَّه على العلم والعالم، جامع بين الشريعة والحقيقة على أصح طريقة، متمسك بالكتاب لا يفارق فريقه الشيخ الإمام أبو عبد اللَّه محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد.
اتصلت به فأويت منه إلى ربوة ذات قرار ومعين فقصرت توجهي عليه ومثلت بين يديه فأنزلني، أعلا اللَّه قدره، منزلة ولده رعاية للذمم وحفظًا على الود الموروث من القدم فأفادني من بحار علمه ما تقصر عنه العبارة ويكل دونه القلم.
فقرأت عليه جملة من التفسير ومن الحديث: الصحيحين والترمذي وأبا داود بقراءتي والموطأ سماعًا وتفقهًا والعمدة وأرجوزته الحديقة في علم الحديث وبعض أرجوزته الروضة فيه تفقهًا، ومن العربية نصف المقرب وجميع كتاب سيبويه تفقهًا وألفية ابن مالك وأوائل شرح الإيضاح لابن أبي الربيع وبعض مغني ابن هشام، وفي الفقه التهذيب كله تفقهًا وابن الحاجب وبعض مختصر خليل والتلقين وثلثي الجلاب وجملة من المتيطية والبيان لابن رشد والرسالة تفقهًا، وتفقهت عليه في كتب الشافعية في تنبيه الشيرازي ووجيز الغزالي من أوله إلى كتاب الإقرار، ومن كتب الحنفية مختصر القدوري تفقهًا، ومن كتب