الحنابلة مختصر الحرفي تفقهًا، ومن الأصول المحصول ومختصر ابن الحاجب والتنقيح وكتاب المفتاح لجدي وقواعد عز الدين وكتاب الصالح والمفاسد له وقواعد القرافي وجملة من الأشباه والنظائر للعلائي وإرشاد العميري، وفي أصول الدين المحصل والإرشاد تفقهًا، وفي القراءات الشاطبية تفقهًا وابن بري، وفي البيان التلخيص والإيضاح والمصباح كلها تفقهًا، وفي التصوف احياء الغزالي إلا الربع الأخير منه، وألبسني خرقة التصوف كما ألبسه أبوه وعمه، وهما ألبسهما أبوهما جده -اهـ- ملخصًا.
وكتب الإمام صاحب الترجمة تحته: صدق السيد أبو الفرج ابن السيدي فيما ذكر من القراءة والسماع والتفقه وبر، وقد أجزته في ذلك كله فهو حقيق بها مع الانصاف وصدق النظر، جعلني اللَّه وإياه ممن علم وعمل لآخرته واعتبر، قاله محمد بن أحمد بن محمد بن مرزوق- اهـ.
وقال تلميذه الإمام الثعالبي: وقدم علينا بتونس شيخنا أبو عبد اللَّه ابن مرزوق فأقام بها وأخذت عنه كثيرًا وسمعت عليه جميع الموطأ بقراءة صاحبنا أبي حفص عمر ابن شيخنا محمد القلشاني، وختصت عليه أربعينيات النووي قراءة عليه في منزلة قراءة تفهم، فكان كلما قرأت عليه حديثًا يعلوه خشوع وخضوع، ثم أخذ في البكاء فلم أزل أقرأ وهو يبكي حتى ختمت الكتاب، وهو من أولياء اللَّه تعالى الذين إذا رأوا ذكر اللَّه (١).
وأجمع الناس على فضله من الغرب إلى الديار الصرية واشتهر فضله في البلاد فكان بذكره تطرز المجالس، جعل اللَّه حبه في قلوب العامة والخاصة فلا يذكر مجلس إلا والنفوس متشوقة لا يحكى عنه، وكان في التواضع والإنصاف والاعتراف بالحق في الغاية وفوق النهاية لا أعلم له نظيرًا في ذلك في وقته فيما علمت ثم ذكر كثيرًا جدًا مما سمعه عليه من الكتب وأطال فيه.
وقال أيضًا في موضع آخر: هو سيدي الشيخ الإمام الحبر الهمام حجة أهل الفضل قي وقتنا وخاتمتهم ورحلة النقاد وخلاصتهم ورئيس المحققين