وقادتهم السيد الكبير والذهب الابريز والعلم الذى نصبه التمييز ابن البيت الكبير والفلك الأنير ومعدن الفضل الكثير سيدي أبو عبد اللَّه بن الإمام الجليل الأوحد الأصيل، جميل الفضلاء سليل الأولياء أبي العباس أحمد ابن العالم الشهير، تاج المحدثين وقدوة الحققين أبي عبد اللَّه بن مرزوق.
وقال أيضًا في موضع آخر: لشيخي الإمام العلم الصدر الكبير المحدث الثقة المحقق بقية المحدثين وإمام الحفظة الأقدمين والمحدثين سيد وقته وإمام عصره وورع زمانه وفاضل أقرانه أعجوبة وقته وفاروق أوانه ذو الأخلاق المرضية والأحوال الصالحة السنية والأعمال الفاضلة الزكية أبو عبد اللَّه ابن سيدنا الفقيه الإمام أبي العباس أحمد بن مرزوق- اهـ.
وقال المازوني في أول نوازله: شيخنا الإمام الحافظ بقية النظار والمجتهدين ذو التآليف العجيبة والفوائد الغريبة مستوفي الطالب والحقوق- اهـ.
وقال تلميذه أبو الحسن القلصادي في رحلته: أدركت بتلمسان كثيرًا من العلماء والعبّاد والصلحاء وأولاهم بالذكر والتقديم الشيخ الفقيه الإمام العلامة الكبير الشهير شيخنا وبركتنا أبو عبد اللَّه بن مرزوق العجيسي، رضي اللَّه عنه، حل كنف العلم والعلا وجل قدره في الجلة الفضلا، قطع الليالي ساهرًا واقتطف من العلم أزاهر فأثمر وأورق وغرّب وشرّق حتى توغل في فنون العلم واستغرق إلى أن طلع للأبصار هلالًا لأن الغرب مطلعه، وسما في النفوس موضعه فلا ترى أحسن من لقائه ولا أسهل من القائه، لقي الشيوخ الجلة الأكابر وبقي حمده مغترفًا من بطون الكتب وألسنة الأقلام وأفواه المحابر.
كان، رضي اللَّه عنه، من رجال الدنيا والآخرة وأوقاته كلها معمورة بالطاعة ليلًا ونهارًا من صلاة وقراعة قرآن وتدريس علم وفتيا وتصنيف، وله أوراد معلومة وأوقات مشهودة، وكانت له بالعلم عناية تكشف بها العماية، ودراية تعضدها الرواية، ونباهة تكسب النزاهة. قرأت عليه بعض كتابه في الفرائض وأواخر إيضاح الفاردصي، وشيئًا من شرح التسهيل، وحضرت عليه