للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

نسخة من «الفصوص» لابن عربي ما صورته: الحمد لله وسلام على عباده الّذين اصطفى يقول كاتبه يوسف المزّي هو أبو الحجّاج الحافظ المشهور إن قول المصنّف في قول الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (١). هذا كفر صريح لا يحتمل التّأويل.- انتهى-.

وأطال ابن طولون جدّا في ذكر مشايخه ومرويّاته ومسموعاته غير ما تقدّم، ثمّ قال: هو الّذي أرشدني إلى التّخريج، ومعرفة العالي والنّازل، والجرح والتّعديل والحكم على الحديث بالصّحّة والحسن والضّعف، بعد معرفة شواهده ومتابعاته إلى غير ذلك، ولم ألازم أحدا ممّن يستحق اسم الحافظ غيره، ولو اشتغل بالتّصنيف لكانت تصانيفه في غاية الجودة لكثرة اطّلاعه، وما أشغله عن ذلك إلّا تولّي النّظر في مدرسة جدّه الشّيخ أبي عمر، مع مباينته لفقرائها ومشايخها ومباشريها، ومن ثمّ أغرى ملك الأمراء قجماس على كبسها مع مساعدة القاضي نجم الدّين عمر (٢) الحنبليّ المارّ ذكره له على ذلك، فكبسها، ونزل معه جماعات في جنازير على وجه فظيع، ثمّ ضربهم بالمقارع، ثمّ بلغ الخبر إلى السّلطان الملك الأشرف قايتباي بالقاهرة فطلبهما/ إليه وعمل عليهما مالا، ثمّ عاد إلى صالحيّة دمشق، ومن ثمّ رهن غالب كتبه، واستمرّت مرهونة إلى وفاته، وقد كنت شرعت في تخريج «مشيخة» له في حال حياته سمّيتها ب «قطف الثّمر من مرويّات الشّيخ ناصر الدّين بن أبي عمر» رتّبتها على ترتيب مشيخة شيخه الحافظ برهان الدّين


(١) سورة البقرة، الآية: ٦.
(٢) هو القاضي عمر بن إبراهيم بن محمد بن مفلح.