وفي ترجمة سليمان بن عليّ بن مشرّف (ت ١٠٧٩ هـ) صاحب المنسك المشهور ترجمة رقم (٢٦٦) وهو جدّ شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهّاب- رحمه الله- قال المؤلّف (ابن حميد) - عند ذكر عبد الله بن أحمد بن إسماعيل وحفيده عبد الله بن محمد ابن عبد الله بن أحمد بن إسماعيل-: «ولكوني لم أقف على أحوالهما، لم أفردهما بترجمة ككثير من علماء نجد وبغداد والشّام ومصر وبلد سيّدنا الزّبير رضي الله عنه ومهما وقفت عليه إن شاء الله ألحقته، ومن عثر على شيء من ذلك فليلحقه مثابا عليه إن شاء الله تعالى لتتمّ الفائدة».
ومثله فعل المؤرّخ عثمان بن بشر- رحمه الله- (ت ١٢٩٠ هـ) صاحب «عنوان المجد» فإنّه أسف أشدّ الأسف أن لا يجد من يهتمّ من علماء نجد السّابقين بتراجم العلماء وسيرهم ويدوّن أخبارهم ومناقبهم وفوائدهم.
ومن المؤكّد أنّ للعلماء وجودا في نجد منذ زمن ليس بالقريب في القرون السّادس والسّابع والثّامن والتّاسع، فالعيينة وأشيقر ومقرن (في الرّياض) وعنيزة … وغيرها مراكز للعلم، وللعلماء بها وجود ظاهر، وقد دخل الإمام العلّامة ابن الجزريّ (ت ٨٣٣ هـ) عنيزة ونظم بها قصيدته المشهورة ب «الدّرة في القراءات» يقول فيها: