فأدركني اللّطف الخفيّ وردّني … عنيزة حتى جاءني من تكفّلا
فنجد أحيانا في أوراق الأوقاف والوصايا والاستدعاءات والمبايعات … وغيرها ما يشعر بوجود طلبة علم لهم قدم راسخة في المعارف وينبئ بوجود علم وعلماء في بلدانهم:
إنّ آثارنا تدلّ علينا … فاسألوا بعدنا عن الآثار
ولعدم اهتمام المتقدّمين كما ذكرت في علم الرّجال في ذلك الزمان في نجد انطمست آثارهم، واختفت أخبارهم، ولذا إذا رحل بعضهم عن نجد ووصل إلى مراكز الحضارة والعلم في العراق، ومصر، والشّام ظهر نبوغه، ودوّن تاريخه، وعرف طريقه إلى الشّهرة، وسجّلت ترجمته وعرفت سيرته وأنا أشكّ بأنّ في نجد أمثال هذا وزملائه من هو أكثر منه علما ومعرفة واختفى أثره، ولم يعلم خبره.
ومن هؤلاء المتقدّمين ما ذكره الحافظ ابن ناصر الدّين الدّمشقيّ (ت ٨٤٢ هـ) رحمه الله في كتابه «التّوضيح»: «قال: وممّن نسب إلى نجد: الفقيه وليّ الدّين سالم بن نافع بن رضوان النّجديّ الحنبليّ، سمع بالبصرة من أبي عبد الله الحسين بن أبي الحسين بن