للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ومختصرة، وأثنوا عليه الثّناء البليغ، فممّن أخذ عنه الحديث حافظ عصره ومسند مصره الشّيخ أبو الحسن السّندي، نزيل المدينة المنوّرة، والشّيخ العلّامة محمّد سعيد سفر المدنيّ، والشّيخ سلطان الجبوريّ البغداديّ ثمّ المدنيّ، والشّيخ سعيد بن غردقة الأحسائي، والعلّامة الشّيخ عبد الله بن عبد اللّطيف الأنصاريّ الأحسائيّ الشّافعيّ، والشّيخ محمّد حياة السّنديّ ثمّ المدنيّ، وأخذ الفقه عن والده، وعن العلّامة المحقّق محمّد بن عبد الرّحمن ابن عفالق الأحسائيّ، ولازمه ملازمة كلّيّة، وأكثر تفقّهه به، وكذا أخذ عنهما الأصلين، وعن الثّاني الفرائض والحساب وتوابعهما، والهيئة، والهندسة، وأخذ النّحو والصّرف والمعاني عن شيخ الشّافعيّة في عصره ورئيسهم في مصره عبد الله بن عبد اللّطيف السّابق ذكره، ومهر في جميع هذه الفنون، وتصدّر للتّدريس في جميعها، وأفتى في حياة شيوخه، وكتبوا على أجوبته وفتاواه بالمدح والثّناء، وتأهّل للتّأليف، ونفع الله به نفعا جمّا/ وصار يرحل إليه من جميع الأقطار، حتّى إنّه يجتمع عنده من الطّلبة نحو الخمسين وأكثر، كلّهم يقوم بكفايتهم، وتفقّد أمورهم في جميع ما يلزم لهم، وكأنّهم أولاد صلبه بلا فرق، يمكّن أحدا ممّن يأتي عنده من الأجانب لطلب العلم أن ينفق من كيسه ولو كان غنيّا، ويقول من لمينتفع بطعامنا لا ينتفع بكلامنا، فوضع الله له القبول في أقطار الأرض، وكاتبه علماء الآفاق من البلاد الشّاسعة، بالأسئلة والمدائح، وطلب الإجازات والدّعاء، ونجب خلق ممّن قرأ عليه فكان أهل البلدان يأتون إليه ويطلبون منه أن يرسل معهم واحدا منهم يفقّههم في الدّين، ويعظهم، ويقضي، ويدرّس، ويصلّي بهم ويخطب، فيرسل معهم من