للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

تلامذة شيخنا، من آل حميد أمراء الأحساء، فلمّا أجلاهم سعود (١) خرج معهم وهو يحفظ «صحيح البخاريّ» وسألته عن حفظه الآن لعلّه باق فقال: نعم بحمد الله وهذا- إن صحّ- فهو عجيب والله الفتّاح سبحانه. ثمّ صار للشّيخ شهرة في البصرة ما هي دون شهرته في الأحساء، وهرع إليه الطّلبة من رحل إليه أوّلا ومن لم يرحل إليه، فاستجازوه فأجازهم بإجازات بليغة أغلبها نظما من الرّجز، ولكنّ نظمه نظم العلماء، وكتب إليه علّامة الشّام مفتي الشّافعيّة بها، كمال الدّين محمّد بن محمّد بن محمّد الغزّي (٢) العامريّ قصيدة بليغة وكتابا يطلب منه الإجازة، فأجابه وأجازه نظما نحو ستّمائة بيت، فأرسل إليه قصيدة أخرى ضمن كتاب يتشكّر منه، ويطلب منه أن يرسل إليه تراجم


(١) كان استيلاء سعود على الأحساء سنة ١٢٠٨ هـ.
(٢) مكاتباته مع الكمال الغزّي موجودة في «تذكرة الكمال» المعروفة ب «التّذكرة الكماليّة»: (٨/ ورقة ٣٥، ٣٦)، و «تذكرة الكمال» هذه هي مسوّدة المؤلّف تقع في حدود عشرين جزءا واسمها «الدّر المكنون والجمال المصون من فرائد العلوم وفوائد الفنون». توجد في المكتبة الظاهرية: (٧٦٠٢ - ٧٦٠٧)، (١٩٢٥، ١٩٢٦) وفي المكتبة التيمورية بمصر منها أجزاء، وفي مكتبة جامعة الإمام جزء …
جاء في «التّذكرة الكماليّة»: «قطب دائرة المعارف، شمس أفق الفضائل والعوارف، … جامع أشتات المعارف والعلوم، ومحلّي جيد المنطوق بحلي المفهوم، حامل لواء المذهب الحنبلي على كاهله، ومطرّز أرديه بدائعه بأنامله، فهو للطالب «غاية المنتهى»، و «إقناع» «مغينه» إليه الموفق انتهى … فهو الآية الكبرى في الفضائل، والمنية العظمى في هذا العصر على جميع القبائل … ».
وأورد جملة من أشعاره ونظمه ومكاتباته إليه.