وقول المؤلّف هنا: «وكأنّ المنيّة اخترمته … » أقول: الظّاهر لي- والله أعلم- أنه لم يرد أن يترجم فيه لمعاصريه الأحياء؛ لأنّ ترجمة الأحياء قد تورث من الشّحناء … ما يوجب القطيعة لذلك سلك أكثر المترجمين منهجا لا يترجم فيه إلّا لمن قد توفي؛ لأنّ العالم الذي لا يزال على قيد الحياة لا يمكن أن يحكم على تمام منزلته العلميّة وعلو درجته في التأليف والتدريس … وغير ذلك إلّا إذا استكمل أيام حياته وَما تَدْرِي نَفْسٌ ماذا تَكْسِبُ غَداً … والله المستعان. وكتاب ابن رجب «ذيل الطبقات» مطبوع مشهور. (١) يقصد بذلك: «المنهج الأحمد … » وسيأتي أنّه اعتمد على الطّبقات الصّغرى للعليميّ «الدّرّ المنضّد» والعليميّ عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الرحمن العليمي، لقبه الغالب عليه (مجير الدّين) لا (زين الدين) كما ذكره المؤلّف، وما ذكره المؤلّف هو الغالب على من يسمى (عبد الرحمن) لذلك أطلقه عليه سهوا منه (ت ٩٢٨ هـ) أخباره في «النّعت الأكمل»: (٥٢)، و «مختصر طبقات الحنابلة»: (٧٣)، وذكره المؤلّف في موضعه.