للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ويركن إليه، واستقرّ هو في كتابة السّرّ بحلب بعد عزل عماد الدّين بن القيسرانيّ، فباشرها إلى أن صرف بتاج الدّين بن الزّين سنة ثلاث وثلاثين، ثمّ رتّب في ديوان الإنشاء بدمشق إلى أن صرف بابن أخيه شرف الدّين أبي بكر عن كتابة السّرّ بها، فعزل هو بعزله، وأقام في بيته، ثم ناب في ديوان الإنشاء بمصر عن علاء الدّين بن فضل الله، وباشر توقيع الدّست (١)، ثمّ أعيد إلى كتابة السّرّ بحلب سنة سبع وأربعين، ثمّ عزل بابن السّفّاح، ثمّ أعيد، وكان ابنه كمال الدّين يسدّ عنه إلى أن صرف عنه في ربيع الأوّل سنة تسع وخمسين، واستمرّ بطّالا إلى أن مات يوم عرفة، وقيل: في سابعه، وأرّخها شيخنا في شوّال سنة ستّ وسبعين وسبعمائة، والأوّل أقوى؛ لأنّه قول الصّفديّ وهو أخبر به، ومن شعره (٢):

إنّ اسم من أهواه تصحيفه … وصف لقلب المدنف العاني


- شهيّ الألفاظ، حسن المحاضرة، حفظة للأشعار والحكايات، ممتع المذاكرة، له ذوق في الأدب، يذوق التّورية والاستخدام، ويذوق البديع، ويحفظ من الألغاز كثيرا … وأجاز لي مرويات بخطّه في سنة ست وثلاثين وسبعمائة بدمشق لازمته مدّة مقامي بالقاهرة سنة خمس وأربعين وسبعمائة بديوان الإنشاء بالقلعة».
(١) الدّست له معان كثيرة، والمقصود هنا ما قاله الشهاب محمود والد المترجم: أنه بمعنى الديوان ومجلس الوزارة والرئاسة. يراجع: «شفاء الغليل»: (١٢٢ - ١٢٤)، و «قصد السبيل»: (٢/ ٢٦).
(٢) قال صلاح الدّين الصّفديّ- رحمه الله-: وكتب إليّ ملغزا في «غلبك»، وأورد البيتين المذكورين، وبعدهما: -