للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

جرى، فسافر إلى بلد الزّبير والشّيخ المترجم إذ ذاك عينها الباصرة، وكلمته مقبولة عند البادية والحاضرة، فعند ما سمع بوصول الهاجي أرسل إليه بكسوة ودراهم وقال: هذه بمقابلة هديّتك الّتي أهديت لنا تلك السّنة، وأرسل إلى الأمير أن لا يتعرّض له أحد بسوء. وكان رحمه الله كثير التّدريس خصوصا في الفقه، لا يضجر ولا يملّ، حسن الوعظ والتّذكير؛ لكلامه وقع في القلوب؛ لحسن قصده، وصدق نيّته، وورعه وزهده وتقاه، تعلوه هيبة ونور، نفع الله به أهل بلده، بل جميع تلك البلدان، ورغّبهم وحثّهم على العلم، فتسارعوا للأخذ عنه، ونجب/ منهم خلق كثير خصوصا في الفقه، وتنافسوا في تحصيل كتب المذهب، وتغالوا في أثمانها وفي استنساخها، وصار للعلم سوق قائمة، وزهت البلد، وصار يرحل إليها لأخذ مذهب الإمام أحمد، وبنى بعض الموفّقين مدرسة للطلبة الوافدين، وأنفق عليها جميع ما يملكه فصارت مأوى المستفيدين، وكان السّبب في ذلك كلّه الشّيخ المترجم، وكان يقوم


- وهذه سنة من الله ماضية، ليمحص الحق، ويمحص الذين آمنوا، وقد ذهب المناوءون، واحترقت معارضتهم، وقامت الدعوة الإسلامية على سوقها من وضر الوثنية ودخن الشرك، والصوفية- قائمة في جزيرة العرب ترسل أشعتها على العالم، وتنقذهم من مجاهل الشرك وجهالات المضلين بغير علم، حتى صار في كل ولاية وقطر، دعاة إلى الله على بصيرة يدلون من ضل إلى الهدى، ويبصرون بنور الله أهل العمى، ويحيون بكتاب الله الموتى. والحمد لله رب العالمين.
وانظر التعليق على الترجمة رقم ٦٠، ورقم ٢٦٩، ورقم ٣٣٥، ورقم ٣٨٣، ٣٨٦، ٣٩٠، ٤٠٨، ٤١٥، ٤١٩، ٥٨٤، ٦٢٧، ٦٤٢، ٧٧٣.