للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وتشتاق إليهم ويشتاقون إليك فأقم، فأبيت، فراجعني فأبيت، فلمّا رآني مصمّما بكى وقال: يا ليتني شعرة في جسدك، فودّعته ودعا لي بدعوات أرجو بركتها. وأخبرني من لا يعتمد أنّه دخل عليه شخص في هيئة بدويّ فتلطّف به الشّيخ واحتفل به إلى الغاية فلمّا خرج ذاكرنا الشّيخ في حقّه كالمنكرين لفعله هذا مع بدويّ، فقال: هذا من رفقائنا في الطّلب على شيخنا الشّيخ محمّد بن فيروز، وكان هذا يحفظ «صحيح البخاري»، وهو من أمراء الأحساء آل حميد، فلمّا هربوا من سعود هرب معهم، وسكن معهم، البادية، كذا أخبر، والله أعلم. وكان لا يخالط النّاس إلّا لضرورة أو كالضّرورة، قلّ أن يرى إلّا تاليا، أو مدرّسا، أو مذاكرا، أو يحكي حكايات الصّالحين، أو أحوال رحلته ونشأته في الطّلب؛ لتنشيط همم الطّلبة. وممّا شاع من حلمه أنّ بعض أهل نجد هجاه وكفّره، وأطلق لسانه بالقول الشّنيع فيه؛ لكونه أنكر على ابن عبد الوهاب (١)، والهاجي موافق له، فاتفق أن الهاجي تصعلك وافتقر ونسي ما


(١) لا ندري كيف نجمع بين حفاوة المؤلف بشيخ الإسلام ابن تيمية، وتلميذه ابن القيم- رحمهما الله تعالى- وإشادته بهما وبكتبهما، وبين وقيعته المرة المتواترة ومعارضته النكرة لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب- رحمه الله تعالى- وإطراء المعارضين له، والشيخان: ابن تيمية، وابن عبد الوهاب ينزعان من قوس واحدة، وينهلان من معين واحد: مشكاة النبوة: الكتاب والسنة؟؟
فنعوذ بالله من الهوى والفضاضة، وقد رأينا المؤلف في تراجم المعارضين للدعوة، أو المؤيدين لها، يجمع نفسه للنيل منها بكلام هراء، ونفس حاد، لا يسنده دليل، ولا حجة ولا برهان، نعوذ بالله من الخذلان. وذلك كما في التراجم رقم ٣٣، ٦٠، ٢٦٩، ٢٨٠، ٣٣٥، ٤٠٨، ٤١٥، ٥٨٥، ٧٧٤.-