للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ووزراؤه، ويستنجدهم في ذبّ سعود عن الحرمين الشّريفين، وكاتب علماء الرّوم والشّام في ذلك الأمر المهمّ، وقام فيه وقعد، فلم ينجدوا، ولا ظهر منهم مبالات بهذا الأمر المهمّ، والخطب المدلهمّ، وصاروا كما قيل:

* الطّفل يلعب والعصفور في ألم

وآخر الأمر أنّ علماء الشّام لمّا رأوا عدم الإغاثة من الدّولة أرسلوا للمذكور دراهم وقالوا: أيسنا من إنجاد الدّولة فتجهّز بهذه إلينا، فلم يمكنه ذلك واستسلم كغيره لتيّار الأقدار فهجم سعود على المدينة المنوّرة، وأرعب الخاصّ والعامّ، فما أمكن الشّيخ إلا المصانعة معهم، والمداراة لهم، والمداهنة خوفا منهم؛ ورجاء نفع النّاس عندهم بجاهه فأقرأ كتبهم، وقام معهم فبجّلوه، ورأّسوه، لاحتياجهم الشّديد إلى مثله لتقدّمه في العلوم، ومعرفته بمذهب السّلف، وأقوال الأئمة، وإتقانه فقه مذهب الإمام أحمد الّذي هم ينتسبون إليه في ظاهر دعواهم تستّرا، وإلّا فهم يدّعون الاجتهاد، ولا يقلّدون إماما/ ولسعة عقل المشار إليه وسداد تدبيره وكفايته بمناظرة مخالفيهم، وفقدان مثله في جميع من تبعهم، فصار له جاه عند سعود كبير وأمر أمير المدينة من جهته أن لا يصدر ولا يورد إلّا عن رأيه وبإشارته يعزل ويولّي، فصال بذلك، ولكنّه كان يذبّ عن النّاس خصوصا أهل المدينة بغاية جهده، ونفع بذلك خلقا، وكان يقول: الله يعلم أنّ هذا جلّ مقصدي من مداخلتهم، فلمّا انقضت مدّتهم هرب معهم، وتردّد بينهم وبين الوزير إبراهيم باشا بن محمّد علي باشا في الصّلح فما تمّ، ولامه إبراهيم باشا في الخروج معهم عن المدينة المنوّرة، فاعتذر بأعذار واهية، فعرض عليه أن يردّه إلى