للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

انتفاعه به والعربيّة عن الشّمنّيّ، وأصول الدّين أيضا عن الكافيجيّ (١)، في آخرين، وكذا لازم الشّيروانيّ، وسمع الحديث عن ابن جماعة، ممّن كان يسمع الولد عليهم، بل سمع علىّ «ختم الدّلائل» للبيهقيّ، مع تصنيفي في ترجمة مؤلّفها، وكتب من تصانيفي أشياء، وقابل بعضها معي، وكان يراجعني في كثير من ألفاظ المتون ونحوها، بل أخبر أنّه سمع في صغره مع والده على شيخنا في «الإملاء»، وغيره، وكذا بمكّة حين كان مجاورا معه سنة ٥١ على أبي الفتح المراغيّ، والشّهاب الزّفتاويّ، وحجّ مع الرّجبيّة سنة ٧١، وجوّد في القرآن على الفقيه عمر النّجّار، وبرع في الفضائل، وناب في القضاء عن العزّ، ثمّ عن البدر/ لكن يسيرا، واستقرّ بعد العزّ في تدريس الأشرفيّة برسباي بكلفة لمساعدة، وكذا أعاد في درس الصّالح، ودرّس، وأفتى، وتعانى القراءة على العامّة في التّفسير والحديث، وراج بينهم بذلك، وهو قويّ الحافظة، مع ديانة وخير، ما أعلم له صبوة، ولكن لا تدبير له بحيث إنّه هو المحرّك بفتياه لابن الشّحنة في كائنة سنقر، ممّا كان السّبب في عزله، وأسوأ من ذلك أنّه عمل مؤلّفا حين تحدّث الملكبجباية شهرين من الأماكن سنة ٩٤ يستعين بذلك في الإنفاق على المتجرّدين لدفع العدوّ مؤيّدا له، فقبّحه العامّة في ذلك، وأطلقوا ألسنتهم فيه نظما ونثرا، وكادوا قتله (٢) وإحراق بيته، حتّى أنّه


(١) الكافيجيّ محمد بن سليمان الحنفيّ، وسمي (الكافيجي) لكثرة اشتغاله ب «الكافية» في النّحو (ت ٨٧٩ هـ). وهذه نسبة تركيّة. نحويّ مفسر علّامة.
أخباره في «الشّذرات»: (٧/ ٣٢٦) … وغيره.
(٢) خبر «كاد» لا يكون إلا جملة فعليّة فعلها مضارع. لا يقترن بأن إلا شذوذا وهو هنا مصدر؟!