للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ولذا كان يراسل شيخنا حين إقرائه لهما بما يشكل عليه من ذلك، وربّما استشكل فيوضّح له الأمر، مع قول شيخنا إنّه له عمل كبير في العلوم.

قلت: وخصوصا في «شرح مسلم». ولمّا استقرّ في القاهرة استدعى بوالده فقدم عليه سنة ٩٠، وامتدح الظّاهر برقوق بقصيدة، وعمل له أيضا رسالة في مدح مدرسته فقرّره في تدريس الحديث بها في محرّم السّنة بعدها، بعد وفاة مولانا زاده، ثمّ في تدريس الفقه بها سنة ٩٥ بعد موت الصّلاح بن الأعمى، وصار هو ووالده يتناوبان فيها، ثمّ استقلّ بها بعد موت والده سنة ١٢، ونوزع في كلّ منهما وساعده جماعة حتّى استقرّ فيها، بل بلغني أنّ قارئ «الهداية» انتزع تدريس الحديث منه، بعد مزيد التّعصّب على صاحب التّرجمة، وكذا ولي المحبّ تدريس الحنابلة بالمؤيّديّة بعد شغوره عن العزّ المقدسيّ، وبالمنصوريّة أظنّه عن العلاء بن اللّحّام، وبالشّيخونيّة أظنّه بعد العلاء بن مغلي، وناب في الحكم مدّة عن المجد سالم، ثمّ عن ابن المغلى، ثمّ استقلّ به بعده في صفر سنة ٢٨، وتصدّى لنشر المذهب قراءة وإقراء وإفتاء، ولم يلبث أن صرف بعد سنة وثلث بالعزّ المقدسيّ، فلزم منزله على عادته في الاشتغال والإشغال إلى أن أعيد بعد سنة وثلثي سنة في صفر سنة ٣١ بصرف المشار إليه، وعرف النّاس الفرق بينهما، واستمرّ المحبّ حتّى مات، فمجموع ولايته في المرّتين أربع عشرة سنة ونصف سنة ونحو عشرين يوما، وممّن انتفع به في المذهب العزّ الكنانيّ، والبدر البغداديّ، والنّور المتبوليّ، والجمال بن هشام، وقرأ عليه ولده «مسند إمامه» بكماله، وكذا حدّث بالصّحيحين وغيرهما، وقرأ عليه التّقيّ القلقشنديّ وغيره «السّنن» للنّسائيّ.