إسماعيل الحنفيّ، وابن الشّحنة، والبلقينيّ، وابن الملقّن، والشّهاب الجوهريّ، والشّمس الفرسيسيّ، والجمال عبد الله الحنبليّ، والتّقيّ الدّجويّ، والشّهاب الطّرينيّ في آخرين، والكثير من ذلك بقراءته، وسافر منها إلى اسكندريّة فقرأ على البهاء الدّماميني، وإلى الحجّ، ثمّ عاد فقطنها، ولازم حينئذ في الفقه الصّلاح محمّد ابن الأعمى الحنبليّ، وكذا لازم البلقينيّ، وابن الملقّن، وكان ممّا قرأ على ثانيهما من تصانيفه «التّلويح في رجال الجامع الصّحيح» وما ألحق به من زوائد مسلم، وذلك بعد أن كتب بخطّه منه نسخة ووصفه مؤلّفه بظاهره بالشّيخ، الإمام، العالم، الأوحد، القدوة، جمال المحدّثين، صدر المدرّسين، علم المفيدين، وكنّاه أبا العبّاس وقراءته بأنّها قراءة بحث ونظر، وتأمّل وتدقيق، وتفهّم وتحقيق، فأفاد، وأربى على الحلبة بل زاد، وصار في الفنّ قدوة يرجع إليه، وإماما تحطّ الرّواحل لديه، مع استحضاره للفروع والأصول، والمنقول والمعقول، وصدق اللهجة، والوقوف مع الحجّة، وسرعة قراءة الحديث وتجويده، وعذوبة لفظه وتحريره.
وقال: فاستحقّ بذلك أخذ هذه العلوم عنه والرّجوع فيها إليه، والتّقدّم على أقرانه والاعتماد عليه. قال: وأذنت له- سدّده الله وإيّاي- في رواية هذا التّأليف المبارك وإقرائه، ورواية «شرحي لصحيح البخاري»، وقد قرأ جملا منه عليّ، ورواية جميع مؤلّفاتي ومرويّاتي، وأرّخ ذلك بجمادىالآخرة سنة ٨٩، والعجب من عدم ملازمته للزّين العراقيّ وهو المشار إليه إذ ذاك في علوم الحديث/ بل لا أعلم أنّه أخذ عنه بالكلّيّة أصلا وإن أدرجه بعضهم في شيوخه مع اعتنائه بالحديث، وكونه غير مستغن عن «ألفيّته» و «شرحها»،