للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وكان إماما، فقيها، مفتيا، نظّارا، عالما، علّامة، متقدّما في فنون خصوصا في مذهبه، فقد انفرد به، وصار عالم أهله بلا مدافعة، كلّ ذلك مع الذّهن المستقيم، والطّبع السّليم، وكثرة التّواضع، والخلق الرّضيّ، والأبهة والوقار، والتّودّد، والتّقرّب من كلّ، وسلوك طريق السّلف، والمداومة على الأوراد والعبادة والتّهجّد والصّيام، وكثرة البكاء والخوف من الله تعالى، والحرص على شهود الجماعات، والاتّباع للسّنّة، وإحياء ليلة من كلّ شهر في جماعة، بتلاوة القرآن وإهدائه ذلك في صحيفة إمامه وغيره، مع إنشاد قصيدة يذكرها في تلك اللّيلة غالبا (١)، وعظم الرّغبة في العلم والمذاكرة والمحبّة في الفائدة، حتّى إنّه اعتنى بضبط ما يقع في مجالس الحديث ونحوها بالقلعة من المباحث وشبهها أيّام قضائه، وفتاواه مسدّدة، وحواشيه في العلوم وسائر تعاليقه مفيدة (٢)، وقد رأيت له حواشي على «تنقيح الزّركشيّ»


(١) رحم الله المحب ابن نصر الله، فإن الاجتماع لقراءة القرآن الكريم وإهداء ثوابه للأموات، وإنشاد القصائد لهم مما لا يصح شرعا، فانظر كيف يقع الأكابر مع تحري اتباع السنن- غفر الله لنا وله آمين- وانظر التعليق على آخر الترجمة رقم ٦٩٩.
(٢) من أشهر مؤلفاته «مختصر الذّيل على طبقات الحنابلة» تحدثت عنه في مقدمة «الجوهر المنضّد» وحاشيته على «التّنقيح» للزّركشيّ الشّافعيّ موجودة في مكتبة كوبرلي بتركيا بخط تلميذه محمّد بن محمّد بن أبي بكر بن خالد بن إبراهيم السّعدي الحنبلي سنة ٨٧٣ هـ وهو الذي جرّدها في كتاب، يراجع «مجموع كوبرلي»: (رقم ١٥٩١/ ٥)، (١٠٧ - ١٣٢)، «فهرس كوبرلي»: (٢/ ٢٨٢).
وينظر: «كشف الظنون»: (٥٤٩)، «فهرس معهد المخطوطات»: (١/ ٨٠)، و «تاريخ التّراث العربي»: (١/ ١٢٠)، و «إتحاف القارى»: (٩٦).