للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

واسم أبيه، واسم جدّه، ومنصبه، ومسكنه بالصّالحيّة، وفارقه في اللّقب، وأصل البلد، والنّسب إلى الجدّ الأعلى، وطول المدّة، وسعة العلم، ونحو ذلك، ثمّ قال المقريزيّ في «عقوده»: إنّه لم يزل منذ قدم الدّيار المصريّة مصاحبا له، فما علمه إلّا صوّاما قوّاما، صاحب حظّ من صيام وقيام، وأوراد وأذكار، واتّباع للسّنّة، ومحبّة لها ولأهلها، وصدّر ترجمته أنّه أوّل حنبليّ ولي القضاء حين عمل الظّاهر بيبرس البندقداريّ القضاةالأربعة، الشّمس محمّد ابن إبراهيم بن عبد الواحد المقدسيّ، بل كان أوّل من درّس المذهب الحنبلي بالمدارس الصّالحيّة، وأمّا قبله فكان في تقليد الشّرف أبي المكارم محمّد بن عبد الله بن أبي المجد عين الدّولة الشّافعي لقضاء مصر من قبل الكامليّ أنّه لا يستنيب حنفيا ولا حنبليا.- انتهى-.

وقد عرضت عليه بعض محفوظاتي وكذا عرض عليه من قبلي الوالد والعمّ- رحمهما الله تعالى- واتّفق في ذلك أمر غريب وهو أنّه كتب عرض كلّ منهما في ورقة كاملة، وعرضي بهامش كتابة غيره، ولم يصرّح بخطّه للأوّلين بالإجازة مع طول كتابة، وكتبها لي مع اختصاره، ولم يزل على جلالته ورئاسته حتّى مات بعلّة القولنج، وكان يعتريه أحيانا ويرتفع، لكنّه في هذه العلّة استمرّ أكثر من شهرين ثمّ قضى، بعد أن صلّى الصّبح بالإيماء يوم الأربعاء نصف جمادى الأولى سنة ٨٤٤، بالمدرسة المنصوريّة من القاهرة عن ٧٣ سنة إلّا دون شهرين، وصلّى عليه في يومه خارج باب النّصر، فقدّم النّاس شيخنا، ودفن بتربة السّلاميّ، وتعرف الآن بتربة البغاددة بالقرب من