للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

تعالى (١): انْطَلِقُوا إِلى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ، فقالوا: وما هو؟ قال: إنّ الشّاخص ذا الثّلاث الشّعب لا ظلّ له، فقالوا: لم يذكر هذا أحد من المفسّرين. فقال: بلى. ذكره الجلال السّيوطيّ في «الإتقان» (٢) فذهب التّلامذة إلى الشّيخ عبد الله وأخبروه بما دار بينهم وبين المذكور، فتناول «الإتقان» فتصفّحه فلم يجد هذا فيه فقال لأحدهم: ارجع إليه وقل له: في أيّ موضع من «الإتقان»؟ فذهب فقال له: في النّوع الخامس والسّتين هكذا أخبرني بهذه الحكاية أحد التّلامذة، وهو الشّيخ علي كمال الطّائفيّ، وبالجملة فقد كان المذكور من أشدّ أهل زمانه ذكاء وفطنة، لو لم يخلد إلى البطالة، وشرح «سلّم العروج في المنازل والبروج» لشيخ شيخ شيخه الشّيخ محمّد بن عبد الرّحمن بن عفالق الأحسائيّ سمّاه «مرقاة السّلّم» (٣) وكان ينظم الشّعر، وسوّد مسوّدات شتّى لم يبيّض منها غير «شرح السّلّم» المذكور وحاز كتبا نفيسة كثيرة من جميع الفنون بحيث كان يشتري بعض التّركات جملة، وتولّى قضاء سوق الشّيوخ (٤) وخطابتها بعد أخيه المرحوم


(١) سورة المرسلات، آية: ٣٠.
(٢) يراجع: «الإتقان».
(٣) جاء في «إمارة الزّبير» ومن مؤلفاته: «الطّريق الأقوم إلى صعود السّلم»، وهو مخطوط في مكتبة الزّبير الأهلية، ألف سنة ١٢٣٥ هـ.
(٤) سوق الشّيوخ: مدينة على ضفة الفرات دخلتها في زيارتي للعراق عام ١٣٩٠ هـ والشيوخ: هم آل السعدون شيوخ المنتفق عشيرة معروفة شرحها يطول ذكره، يرجع أصلهم إلى المنتفق بن عامر بن عقيل، من بني عامر بن صعصعة و «المنتفق» بضم-