للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الفقه والعربيّة والمعاني والبيان؛ لمزيد ذكائه، وتودّده، وحسن عشرته، وفنونه، وتواضعه، وجودة خطّه، وتوسّط نظمه ونثره، الّذي منه في إجازة:

«راش الله جناحه، وأطاش بالمجد جناحه»، وكثر استرواحه في الإقراء والتّواضع بحيث لم يحمده كثيرون في ذلك، وربّما استشعر ذلك فبالغ عند الغرباء في الاعتذار، وامتنع من عمل الخلع متمسّكا بأنّه غالبا حيلة وهي لا تجوز، ولم يحمد فضلاء مذهبه منه ذلك، وأقبل بأخرة على الذّكر والأوراد والتّلاوة الجيّدة بصوته الشّجيّ المنعش، حتّى ارتقى إلى غاية شريفة في الخير، سيّما وهو متوجّه في كلّ سنة إلى المدينة النّبويّة، ويقيم غالبا بها نصف سنة، وربّما أقام بها سنة كاملة، بل جمع بين المساجد الثّلاثة في عام واحد فإنّه توجّه في سنة ٨٦ إلى المدينة، ثمّ منها إلى الينبع، ثمّفي البرّ إلى القاهرة فأقام بها يومين أو ثلاثة مختفيا، ثمّ توجّه إلى بيت المقدس فزار، ثمّ رجع إلى بلده، وكثر اختصاص أولي الأصوات الليّنة ونحوهم به، وهو يزيد في الإحسان إليهم، مع حسن توجّه في التّلاوة والإنشاد، وجلد على السّهر والأذكار والأوراد، وخشوع عند الزّيارة، وخضوع في العبارة، وميل إلى الوفائيّة ونحوهم، وإلى التّنزّه والبروز إلى الفضاء والحدائق سيّما مسجد قباء، ومشهد حمزة، وإذا خرج يذهب معه بما يناسب المجد من المأكل والطّرف ونحوها، ولذا كثرت ديونه بحيث أخبرني أنّها تقارب ثلاثة آلاف دينار، وأنشأ بكلّ من الحرمين بيتا، وأسند الخواجا حسين بن قاوان وصيّته إليه في آخرين، ولم يسلم في كلّ من منتقد خصوصا وهو يتعالى غالبا عن الاجتماع مع جلّ رفاقته القضاة، حتّى لا يجلس في محلّ لا يرضاه، وقد رافقته في التّوجّه من