المحروس، بعد أن فاز بالنّجاة من فوادح اليمّ العبوس، فأطلعني على قصيدة من كلامه الحرّ، أعرب فيها عمّا نابه من الدّهر الخئون وشوائب الضّرّ، وهي:
هو الرّزق لا يأتي بجدّ لطالب … ولا باحتيال أو بطول التّجارب
ولكنّ بالمقسوم يأتي ومن غدا … بتدبيره مغرى فأوّل خائب
ترى المرء يسعى والبوار بسعيه … منوط ويأتيه القضا بالعجائب
ويبدو له الرّأي الّذي في بدوّه … صلاح وفي عقباه شرّ المصائب
تيمّمت أرض الهند أبغي تجارة … وأرتاد إنجاح الأماني الخوالب
وخلّفت أصحابا وأهلا ببلدة … سقاها من الوسميّ صوب السّواكب
هي البصرة الفيحاء لا زال ربعها … خصيبا وأهلوها بأعلى المراتب
فلمّا علوت اليمّ في الفلك ارتمت … تسير بنا في لجّة كالغياهب
أحاطت بنا الأمواج من كلّ وجهة … وكشّرن عن أنياب أسود سالب
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute