للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وإن كان كلامهما على غير ما يفهم، وسمّى الشّيخ سليمان ردّه على أخيه «فصل الخطاب في الرّدّ على محمّد بن عبد الوهّاب» وسلّمه الله من شرّه


- وبعد سكنه في الدّرعية وبعد وفاة أخيه الشّيخ محمد، أي: ما بين عامين ١٢٠٦ - ١٢٠٨ هـ لم نجد للشّيخ سليمان نشاطا يذكر إلا ما نقل الشيخ عبد الرّحمن بن عبد اللطيف عن الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرّحمن أنه اطلع على رسالة من الشّيخ سليمان إلى الشّيخ تدلّ على رجوع الشيخ عن معارضة أخيه، اطلع عليها شيخنا ابن بسّام- حفظه الله- وشكّك في صحتها ورجّح شيخنا عدم رجوع الشّيخ سليمان بأدلة ذكرها في كتابه، لكن كلّ أدلته ظنّية احتمالية لا يثبت فيها نصّ صريح في ذلك.
قال ابن غنّام في «تاريخه»: (١/ ١٤٢): «وفي هذه السنة قدم أهل منيخ وأهل الزلفي على الشيخ محمد بن عبد الوهّاب والأمير عبد العزيز في الدّرعيّة لأداء السلام وتجديد العهد، ووفد معهم سليمان بن عبد الوهّاب أخو الشيخ فأقام في الدّرعية، ولاقاه الشيخ بالقبول والإكرام، وأحسن إليه، ووسع عليه قوته ومعاشه، وكان هذا شأن الشيخ مع كل من يفد عليه، فكان ذلك سببا لإنقاذ سليمان، وصدق إيمانه وتوبته، وإقراره على نفسه بما تقدم منه فوفى بما عاهد فلم يوافه الموت إلا وهو في حالة رضية».
والأمر الذي يجب الأخذ به أنه لم يثبت أي نص واضح صريح يدلّ على رجوعه عن معتقده في أخيه ودعوته، وإن كان الأصل فيه أن يظلّ على ما كان منه، لكن نظرا إلى تقدمه في السن، وعدم قدرته على مزاولة أي نشاط ظاهر، لا في مناصرة الدّعوة ولا في معاداتها فإننا لا ننفي رجوعه؛ نظرا لإحسان الشّيخ إليه، ولا نثبت مواصلة المجاهرة بعداء الدّعوة لعدم ظهور ما يثبت ذلك فنتوقف عن الحكم في ذلك ونسأل الله تعالى أن يشمل الجميع بعفوه وغفرانه إنه جواد كريم برّ رحيم.
وللشيخ سليمان أولاد وأحفاد من أهل العلم.