للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ومكره مع تلك الصّولة الهائلة الّتي أرعبت الأباعد فإنّه كان إذا باينه أحد ورد عليه ولم يقدر على قتله مجاهرة يرسل إليه من يغتاله في فراشه أو في السّوق ليلا، لقوله بتكفير من خالفه، واستحلاله قتله، وقيل: إنّ مجنونا/ كان في بلده ومن عادته أن يضرب من واجهه ولو بالسّلاح، فأمر محمّد أن يعطى سيفا ويدخل على أخيه الشّيخ سليمان وهو في المسجد وحده، فأدخل عليه فلمّا رآه الشّيخ سليمان خاف منه، فرمى المجنون السّيف من يده وصار يقول: يا سليمان لا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ ويكرّرها مرارا، ولا شكّ أن هذه من الكرامات، وخلّف سليمان المذكور:

- عبد العزيز من الفضلاء الأتقياء النّجباء وأهل الورع البالغ في زمنه إلى الغاية، بحيث صار يطلق عليه إنّه أورع أهل العصر. وأخبرني عمّي عثمان- وهو من طلبة العلم، وله اعتقاد عظيم في الشّيخ المذكور؛ لعبادته وزهده وصلاحه وورعه وتقواه- قال: رأيت النّبيّ صلّى الله عليه وسلم في النّوم كأنّه في مسجدنا مسجد الجوز غربيّ عنيزة وكان الشّيخ عبد العزيز المذكور يصلّي قدّامه فجئت إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلم وسلّمت عليه وجلست عنده، وقال: هذا- وأشار إلى عبد العزيز- أورع أهل وقته، أو من أورع أهل وقته- الشّكّ من عمّي- فقلت: يا رسول الله كابن عمر في زمانه؟! قال: نعم.

فكتبت للشّيخ أبشّره بذلك فكتب إليّ ما معناه: إنّي لست من أهل هذا القبيل، ولكن حسن ظنّك في الفقير أراك هذا، وإن كانت رؤيا النّبيّ صلّى الله عليه وسلم حقّا فالرّؤيا تسرّ المؤمن ولا تضرّه، ونحوا من هذا الكلام، وقد رأيت مكتوبه هذا عند عمّي، وخطّه في غاية الحسن والنّورانيّة، وأصيب بولده النّجيب الأديب